أسود الجنوب في الضالع.. درعٌ يصون الأرض وسيفٌ يحمي الوطن
تواصل القوات الجنوبية تسطير ملاحم بطولية في مواجهة المليشيات الحوثية في محافظة الضالع على مدار أكثر من عشرة أيام، مُسطِّرة دروسًا عسكرية في فن الدفاع عن الأرض ودحر الأعداء.
في أحدث التطورات الميدانية، استهدفت وحدات المدفعية الجنوبية تجمعات مسلحة لمليشيا الحوثي في حبيل النبيجة، حيث تمكّنت الوحدات الجنوبية من تدمير "جرافة" للمليشيات كانت تستخدمها "الأخيرة" لشق الطرق واستحداث الخنادق العسكرية هناك.
وبحسب مصدر عسكري في جبهة الضالع، فإنّ وحدة المدفعية تمكَّنت من تدمير هدف عسكري لمليشيا الحوثي شمالي الضالع تم رصده مسبقًا.
هذه الجهود العسكرية المتواصلة تؤكّد عزم القوات الجنوبية على دحر المليشيات الحوثية دفاعًا عن الأرض وحرصًا على استقرار الوطن، وقد صرّح بذلك قال الناطق العسكري باسم القوات الجنوبية ماجد الشعيبي الذي قال إنّ القوات الجنوبية في جبهات الضالع تبذل جهدًا عسكريًّا كبيرًا في سبيل تحرير الأرض واستعادة الدولة، وذلك من خلال تسجيل الانتصارات المتتالية وتحرير كامل المناطق المجاورة لمنطقة الفاخر وتأمين جبال العود، ومناطق أخرى استراتيجية.
الشعيبي أكّد أيضًا أنّه لم تتوقف محاولات مليشيا الحوثي في هذه التوقيتات عن تسجيل اختراقات بين الحين والآخر لاستعادة ما خسرته في الأيام الماضية، لكنّها تنكسر مرة تلو الأخرى أمام صمود المقاومة الجنوبية، لافتًا إلى أنّ هناك العشرات من القتلى والجرحى تخسرها أثر تلك المحاولات وتتراكم خسائرها العسكرية والبشرية يومًا بعد الآخر.
ورغم كل هذه الضغوط العسكرية واستنزاف العتاد والعناصر من قبل المليشيات إلا أنّها تدرك كليا حجم الخسارة، التي منيت بها في جبهات الفاخر خصوصًا والضالع عمومًا وستصل إلى مرحلة الاستسلام الكلي بعجزها عن تعويض الخسائر، وفق الناطق العسكري.
تعاظم وتعدُّد الانتصارات الجنوبية على الحوثيين في أيام قليلة كشف الكثير من الحقائق على الأرض، أهمها حجم الوهن في معسكر حكومة الشرعية بعد اختراقها إخوانيًّا، وأنّها سببٌ رئيسٌ في تأخُّر حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات، بعدما انخرط "الإصلاح" في تحالف مروّع مع الانقلابيين.
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، توارى قادة "إخوان الشرعية" وراء هذه الحالة من أجل أن يبرروا وجودهم ونفوذهم، بل وعملوا كذلك على تكوين ثروات مالية طائلة، عبر أعمال نهب وفساد طائلة ضاعفت من الأزمة الإنسانية، ودعّمت الحرب الحوثية بشكل غير مباشر.
ما يحدث على الأرض يبرهن على أنّ حكومة الشرعية مستفيدة من الوضع الراهن، وتسعى لإطالة أمد الحرب؛ إدراكًا منها أنّ بقاءها في السلطة مرهونٌ باستمرار العبث الراهن، وأن الحرب الحوثية ضمانة لأن يكوِّن لقادتها هذا الثراء الفاحش.
الطرف الأهم في هذه المعادلة هو التحالف العربي، الذي أصبح مطلعًا على كافة التفاصيل الدقيقة لما يجري من أحداث، وبات على قناعة كاملة بأنّ حكومة الشرعية تتحمّل مسؤولية مباشرة عن إطالة أمد الحرب، بينما تعتبر القوات المسلحة الجنوبية شريكٌ أساسي في خندق الحرب على المليشيات الحوثية.
ولا شك أنّ هذه المعادلة تفرض نفسها طرفًا رئيسيًا في حوار جدة الذي ترعاه المملكة العربية السعودية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية بعد عدوان مليشيا الإصلاح على الجنوب في الفترة الأخيرة، وهو حوارٌ سيُفضي إلى استئصال منتظر لنفوذ الحزب الإخواني من المشهد برمته.