خسائر الحوثي الفادحة.. المليشيات تواجه الواقع المر بأكاذيب إلكترونية
يمثل ترويج "الانتصارات الزائفة" أحد أهم الأسلحة التي تملكها المليشيات الحوثية، والتي تقوم على إدعاء تحقيق انتصارات وهمية على أكثر من جبهة، في محاولة لإنقاذ الروح المعنوية لعناصرها جرّاء الخسائر المتلاحقة التي تُمنَى بها على الجبهات.
ففي الوقت الذي تتلقّى فيه المليشيات الحوثية الكثير من الهزائم على أكثر من جبهة، لا سيّما تلقيها صفعة مدوية في الأيام الأخيرة بعد مقتل القيادي الحوثي حمزة الشعباني، فإنّها تعمل على ترويج انتصارات وهمية في محاولة لإنقاذ هذا الفصيل المدعوم من إيران؛ اعتمادًا على كتائب إلكترونية، تملكها المليشيات وتجيد تزييف الواقع.
وقد فضح الخبير الأمني السعودي اللواء ركن الدكتور زايد العمري قائلًا: "الحوثيون يكذبون.. في الوقت الذي يعلن فيه الحوثي عن انتصارات زائفة في جازان تجده يتلقى الصفعات في الملاحيط محافظة صعدة ويفقد القيادي الحوثي حمزة الشعباني قائد عمليات لواء الصماد 2، مع العشرات من عناصره. أنه ذهب ليأكل تفاح أحمر. هات اللي بعده يا نشاما".
وقتل القيادي الحوثي حمزة الشعباني، قائد عمليات لواء الصماد 2، والعشرات من عناصر المليشيات في غارات شنّتها مقاتلات التحالف العربي على جبهة الملاحيط بمديرية الظاهر جنوب غرب محافظة صعدة.
وقالت مصادر عسكرية إنّه تمّ استدراج عناصر مليشيا الحوثي بعد رصد تحركات لها في محاولة لشن هجمات استباقية، حيث تمّ صد الهجوم وتوجيه ضربة قاسية لهم، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات بينهم عناصر قيادية، فيما لاذ بقية العناصر الحوثية بالفرار مخلفين وراءهم كميات من الذخائر والأسلحة وأجهزة الاتصالات.
وعلى الرغم من هذه الخسائر، وغيرها الكثير، فإنّ المليشيات الحوثية الموالية لإيران تعتمد على الأكاذيب والفبركات للترويج لانتصارات وهمية، تقوم على الإدعاء بأنَّها تحققها في الميدان سواء في اليمن أو في الداخل السعودي.
ويملك الحوثيون، مليشيات إلكترونية على شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة للترويج لمثل تلك الإدعاءات والاوهام حول انتصاراتها المزعومة والتي تسوقها لما تبقى لها من قواعد شعبية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وكانت واقعة الكذب الأكبر، عندما نشرت المليشيات الحوثية الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعًا مصورًل يعود لتفريق تظاهرة لناشطين كويتيين حاولت قوات أمنية كويتية تفريقهم في العام 2014، لكنّها ادعت أنّ المقطع يعود لمواطنين سعوديين هاربون من تقدم العناصر الحوثية في العمق السعودي.
المقطع المصور رصدته وكالة الصحافة الفرنسية، وأحالته لفريقٍ من الخبراء بعد أن بدأ بالانتشار فجر السادس من يونيو الماضي، وقبل ذلك بساعات وتحديداً عند الرابعة من بعد ظهر الخامس من يونيو، سبقه ادعاء مليشيا الحوثي الانقلابية السيطرة على 20 موقعاً في منطقة نجران السعودية.
وكشفت الوكالة: "المشاهد في المقطع لا توحي بأنَّ السكان يهربون من قصف أو اجتياح، إذ يعمد المدنيون في مثل هذه الظروف إلى الاختباء وعدم الخروج إلى الشوارع، كما يبدو الصوت في المقطع مركباً عليه ولم يسجّل في مكان الأحداث، لا سيّما أنّ حركة التصوير الثابتة لا تنسجم مع لهاث المتكلّم وكأنه يجري أو في حالة ذعر، عدا عن أنه من المستبعد أن يطلب مواطن من مشاهدي مقطع فيديو إبلاغ سلطات بلاده أن مدينته تتعرّض لقصف أو اجتياح منذ ساعات، وكأنها على غير علم بما يجري في إحدى مدنها".
كما أنّ الهجمات التي يحاول الحوثيون شنها على السعودية، والتي عادةً ما تنتهي بالفشل، فإنّ المليشيات تدعي نجاحها في شن هذه الهجمات، في كذب مفضوح ضمن الحرب النفسية التي تسعى من خلالها المليشيات إنقاذ الروح المعنوية لمقاتليها، وذلك من خلال ترويج انتصارات مزيفة من جانب، أو إخفاء حقائق الميدان من جانب آخر.