هستيريا اللحظات الأخيرة.. اتفاق جدة يصعق إخوان الشرعية
"صباح الخميس، تعلن السعودية قرب التوصُّل لاتفاق جدة.. مساء الخميس، يُجن جنون حكومة الشرعية، تتحرك الأبواق الإخوانية، والمكونات التي صنعتها لتفخيخ هذا المسار".. ملخصٌ للحالة الهستيرية التي أصابت حكومة الشرعية خلال الساعات الماضية، في ظل قرب التوصّل لاتفاق جدة.
وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير صرّح صباح الخميس، بأنّ التوقيع على اتفاق جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية أصبح قريبًا، وهو إعلانٌ أصاب المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية والمُسيطِرة عليها، بحالة جنون هستيرية، فأشهرت كافة الأسلحة التي تملكها، سياسيًّا وإعلاميًّا وحتى أمنيًّا، لعرقلة إتمام هذه الخطوة.
أحد الأذرع التي أنشأتها حكومة الشرعية، وتحديدًا الإرهابي علي محسن الأحمر، هو ما يُسمى بـ"الائتلاف الجنوبي"، وهو فصيل يقوده التاجر أحمد العيسي المتورط في قضايا فساد هائلة.
الأحمر على ما يبدو حرّك العيسي ليحاول زرع "المفخخات السياسية" في الجنوب، عبر كلمات واهية في بيان لا يستحق قيمة الحبر الذي كُتب به، بالتزامن مع الإعلان السعودي عن قرب التوصّل لاتفاق جدة، في محاولة لعرقلة هذا المسار؛ تخوفًا من مستقبل نفوذ حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المخترق لحكومة الشرعية، في مرحلة ما بعد الحوار.
ويعتبر "الأحمر" و"العيسي" من أبرز رجال المال في تنظيم الإخوان، وكانا يسيطران ماليًّا وعسكريًّا على الحديدة، حيث كان الأحمر يُوفِّر الحماية العسكرية لتاجر النفط الشهير (العيسي)، فيما كان الأحمر يمتلك قوات عسكرية يدين قادتها له بالولاء، وهي القوات التي لم تطلق طلقة رصاص واحدة صوب الحوثيين الذين احتلوا الحديدة دون أي مقاومة.
بيان العيسي، المريب في توقيته ومضمونه، استهدف قلب الأوضاع في الجنوب، وبث الفتنة بين الشعب الجنوبي وقيادته السياسية، حيث حاول ما يُسمى "الائتلاف الجنوبي" تصوير المجلس الانتقالي بأنّه أحد المكونات الجنوبية وحسب، متناسيًّا أنَّ المجلس يحمل على كاهله مسؤولية القضية الجنوبية منذ سنوات عديدة.
"الهستيريا" الإخوانية تجلّت أيضًا، في تحريك حكومة الشرعية لفصائل أخرى, زرعتها من أجل بث الفتنة في الجنوب، منها ما يُسمى الحراك الثوري، وما يُسمى مؤتمر القاهرة، وهي مكونات من صنيعة محسن الأحمر، حاول من خلالها إشعال الفوضى سياسيًّا وأمنيًّا في الجنوب.
الفصائل التي يُحرِّكها محسن الأحمر، وتتوارى وراء اسم الجنوب، هي في الأساس تضم عناصر شمالية ولا يمكن اعتبارها مكونات سياسية جادة تملك نفوذًا على الأرض، لكنّها في الواقع مجرد أذرع يُحرِّكها "إخوان الشرعية" كما يحلو لهم وبما يخدم أجندتهم الإرهابية، التي يتمثّل بندها الأول في معاداة الجنوب، أرضًا وشعبًا.
"استعار" الحملة الإخوانية في الساعات الماضية، لا سيّما بعد الإعلان عن قرب اتفاق جدة، يكشف عن مخاوف حادة من هذا الفصيل، بعدما افتضحت كل جرائم حكومة الشرعية على الملأ، إن كان في خيانة التحالف العربي والارتماء في أحضان المليشيات الحوثية، أو الفساد الحكومي الهائل الذي مثّل "سرطانًا" تغوّل في معسكر الشرعية، كوّن من ورائه قادة الحكومة ثروات مالية طائلة في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمة إنسانية حادة، حسبما توثِّق الإحصاءات والتقارير الأممية.
ولم تقتصر العراقيل الإخوانية لإفشال حوار جدة على التحرُّكات العدوانية عبر "فصائل واهمة" يدعي نسبها للجنوب، لكنّ الأيام الكثيرة الماضية شهدت تفخيخًا من قِبل حكومة الشرعية لمسار المحادثات بغية إفشالها، مستخدمةً في ذلك مليشياتها الإخوانية الإرهابية والتنظيمات المتطرفة التي يتعاون معها، وفي مقدمتها داعش والقاعدة.
وظهرت التحركات الإخوانية المريبة مؤخرًا، في أعمال إرهابية واعتداءات بمحافظات شبوة وأبين بالإضافة إلى العاصمة عدن؛ في محاولة منه لتفجير الوضع عسكرياً، وإفشال عملية توقيع اتفاق جدة.
وكان من المقرر أن يتم توقيع الاتفاق يوم الخميس الماضي، وقد انتقل بالفعل وفد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العاصمة السعودية الرياض لإتمام هذه الخطوة، إلا أنّ عراقيل وضعها حزب الإصلاح، مستغلًا نفوذه في حكومة الشرعية، قد أدّت إلى عدم التوصّل لاتفاق وتأجيل التوقيع عليه.
عسكريًّا، دفع المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية بمسلحين من مأرب صوب محافظة أبين ضمن الخروق المتكررة لدعوة التهدئة وإنهاء التصعيد الذي أعلنت عنه دول التحالف، في محاولة مستميتة لإفشال الحوار؛ تخوفًا من حزب الإصلاح من القضاء على مستقبله السياسي ونفوذه المسيطر على حكومة الشرعية.