بطش الحوثي.. قصة مزارع فخَّخت المليشيات حياته في التحيتا
السبت 26 أكتوبر 2019 14:38:00
حرمت المليشيات الحوثية أحد مزارعي مدينة التحيتا من مهنته التي لازمته طوال حياته، بعدما أطلقت قذيفة على منزله، فجعلته معلّقًا بين حياة شاقة وموت غير بعيد.
القذيفة الحوثية استهدفت قتل المزارع الذي يُدعى محسن، وأسرته، إلا أنّ القدر كان له رأي آخر، إذ أصيب المزارع بإعاقات شبه كاملة، جعلت حياته متوقفة إكلينيكيًّا بعدما كان معيل أسرته، التي دخلت بدورها في معاناة إنسانية لا تُطاق.
"محسن" أصيب جرّاء تطاير شظايا القذيفة، وقد اخترقت إحدى هذه الشظايا رأسه ما أدّى إلى نزيف داخلي كاد أن يقتله لولا تدخل الأطباء الذين قرروا وضع جهاز في رأسه يمر في جسده نحو الأسفل لتفريغ السوائل التي نشطت في الرأس، لكنه يخشى الآن من خروج الجهاز عن مساره والذي يكلف الكثير من المال لإعادته وهو ما لا يستطيع عليه.
الهجوم الحوثي الغادر على الأسرة البائسة يندرج كونه واحدًا من جرائم الحرب العديدة التي دأبت المليشيات الحوثية على ارتكابها في الفترة الأخيرة.
وكان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد وّجّه في مطلع سبتمبر الماضي، إدانات لميليشيا الحوثي الموالية لإيران، بعدما قال إنها ارتكبت انتهاكات تصل إلى جرائم حرب في اليمن.
المجلس قال في تقريرٍ له، إنّ المليشيات قصفت مدنًا واستخدمت أسلوب حرب أشبه بالحصار، على نحو قد يمثل جرائم حرب، مؤكدًا أنّ الحوثيين اختطفوا واعتقلوا نساءً على مدار العامين الماضيين لابتزاز أقاربهن.
وتتعرض النساء لأبشع أنواع الانتهاكات من قبل المليشيات، تتنوع بين القتل والإصابة وفقدان أحد الأطراف فضلًا عن السجن والتعذيب، حتى باتت النساء في ظل الحرب الحوثية الراهنة أكثر الضحايا جسديًّا ونفسيًّا.
وسبق لتقارير حقوقية وأممية سابقة أن أدانت انتهاكات مليشيا الحوثي، خلال السنوات الماضية، حيث تتنوع بين القتل والإصابة والتعذيب والاختطاف والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري وتجنيد الأطفال وحصار المدن وتفجير المنازل.
وبخصوص الأطفال، تشير الأرقام إلى أنّ الحوثيين جندوا أكثر من 20 ألف طفل في صفوفهم، وحرموا أكثر من أربعة ملايين طفل من التعليم، كما اتهم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة المليشيات بسرقة ونهب المساعدات الإنسانية والإغاثية.