لا شرعية إلا للانتقالي
رأي المشهد العربي
على مدار سنوات طوال، وفي خضم تحديات جسام، حمل المجلس الانتقالي الجنوبي على كاهله مسؤولية القضية الجنوبية، ودائمًا ما يكون عند حسن الظن به، مُحقِّقًا لشعبه ما يحلم به، عبر استراتيجية خطواتها متناغمة مع طبيعة المرحلة.
المجلس الانتقالي حقّق مكاسب عديدة عقب مشاركته في المحادثات التي أجريت بمدينة جدة السعودية مع حكومة الشرعية، حيث استطاع المجلس أنّ ينتزع اعترافًا دوليًّا بقضية الجنوب العادلة، بعدما حاولت الحكومة، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، النيل من أرضه وشعبه وهويته وقضيته.
المجلس نال اعترافًا إقليميًّا ودوليًّا بأنّه الممثل الوحيد للشعب الجنوبي وقضيته العادلة، وهي حقيقة راسخة حاولت حكومة الشرعية تشويهها عبر إنشاء أذرع لها، عبارة عن مكونات تدعي الانتماء للجنوب، لكنّ وعي الشعب الهائل وإدراكه لما يحيط به من تحديات ومؤامرات قادته إلى الالتفاف أكثر حول قيادته السياسية، ملقيًّا هذه المؤامرات في مزابل التاريخ.
مؤامرة "الشرعية" ضد الجنوب بشكل عام والمجلس الانتقالي على وجه التحديد جاءت عن طريق زرع مكونات ادعت حمل القضية الجنوبية مثل ما يُسمى الائتلاف الجنوبي وما يُسمى مؤتمر القاهرة، وهي عبارة عن مسميات ليس أكثر شكّلها الإرهابي علي محسن الأحمر، يستخدمها بين وقتٍ وآخر من أجل بث الفتنة واستهداف المجلس الانتقالي.
إلا أنّ ما جرى على مدار الأسابيع الماضية والمحادثات التي استضافتها مدينة جدة، كانت كافية للرد على هذه المؤامرات، والتي شهدت التفافًا شعبيًّا جنوبيًّا حول قيادته السياسية، وصولًا إلى اتفاق جدة الذي يمثّل خطوة أولى على طريق استعادة دولة الجنوب، رغم عن أنف المعتدين.