دهس عريس إب.. أي جُرم لم يرتكبه الحوثيون
يومًا بعد يوم، تبرهن المليشيات الحوثية على عدم اكتراثها بحياة المدنيين، مخلِّفةً وراءها أزمة إنسانية بشعة، لم يسلم منها أحد في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
تأكيدًا على ذلك، فقد قتل شاب في محافظة إب يدعى يونس القادري قبل ثلاثة أيام فقط على زفافه، دهسه قيادي حوثي بسيارته، يُدعى إياد الأبيض أثناء قيادته لطقم عسكري.
المعلومات المتاحة إلى الآن تُشير إلى أنّ الحادثة وقعت في منطقة خط ميتم بالقرب من سوق المشراق بمديرية ريف إب، حيث كان الأبيض يقود الطقم وهو عاكس للخط العام وبسرعة جنونية.
اللافت أنّ هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، فالقيادي الحوثي "الأبيض" سبق أن قاد عددًا من الأطقم وتسبَّب بحوادث أسفرت عن حالات وفاة وإصابة كثيرة، دون أن يحاسبه أحد، تأكيدًا على الجانب المليشياوي الذي يسير به الحوثيون.
ولم يسلم المدنيون في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية من مختلف الجرائم والانتهاكات بين قتل ونهب وترويع واختطاف وإخفاء وابتزاز، حتى سجّلت المليشيات اسمها ضمن الفصائل الإرهابية شديدة البطش.
وكان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد وّجّه في مطلع سبتمبر الماضي، إدانات لميليشيا الحوثي الموالية لإيران، بعدما قال إنها ارتكبت انتهاكات تصل إلى جرائم حرب في اليمن.
المجلس قال في تقريرٍ له، إنّ المليشيات قصفت مدنًا واستخدمت أسلوب حرب أشبه بالحصار، على نحو قد يمثل جرائم حرب، مؤكدًا أنّ الحوثيين اختطفوا واعتقلوا نساءً على مدار العامين الماضيين لابتزاز أقاربهن.
وتتعرض النساء لأبشع أنواع الانتهاكات من قبل المليشيات، تتنوع بين القتل والإصابة وفقدان أحد الأطراف فضلًا عن السجن والتعذيب، حتى باتت النساء في ظل الحرب الحوثية الراهنة أكثر الضحايا جسديًّا ونفسيًّا.
وسبق لتقارير حقوقية وأممية سابقة أن أدانت انتهاكات مليشيا الحوثي، خلال السنوات الماضية، حيث تتنوع بين القتل والإصابة والتعذيب والاختطاف والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري وتجنيد الأطفال وحصار المدن وتفجير المنازل.
وبخصوص الأطفال، تشير الأرقام إلى أنّ الحوثيين جندوا أكثر من 20 ألف طفل في صفوفهم، وحرموا أكثر من أربعة ملايين طفل من التعليم، كما اتهم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة المليشيات بسرقة ونهب المساعدات الإنسانية والإغاثية.