إعادة انتشار التحالف في عدن يؤكد صلابة التعاون السعودي الإماراتي
الاثنين 28 أكتوبر 2019 01:09:00
كشف إعادة تموضع قوات التحالف العربي في العاصمة عدن لتكون بقيادة المملكة العربية السعودية والتي حلت محل القوات الإماراتية على صلابة التعاون السعودي الإماراتي في اليمن، والذي يقوم بالأساس على أسس مشتركة مبدأها الأساسي التوصل إلى سلام عادل وشامل وإنهاء الانقلاب الحوثي.
التحركات الأخيرة برهنت أيضاً على سقوط المشروع القطري في اليمن، بعد أن ضيق الخناق على تحركات الإصلاح التي استهدفت خلال الأشهر الماضية محاولة الوقيعة بين البلدين، بما يشي بأن الحكومة الجديدة في اليمن والتي سيكون الجنوب جزءاً رئيسياً منها أقوى بكثير من سابقتها وهو ما سينعكس على قوة التحالف العربي.
قال المحلل السياسي السعودي يحيى التليدي، اليوم الأحد، إن التحالف السعودي الإماراتي صامد ومستمر وباقٍ، مشددًا على أن التحالف غيرَ وجه المنطقة وصنع التاريخ من جديد فيها هو أكبر بكثير من الملف اليمني وحده.
أعلنت قيادة قوات التحالف العربي اليوم الأحد، عن إعادة تموضع قواتها في العاصمة عدن لتكون بقيادة المملكة وإعادة انتشارها وفق متطلبات العمليات الحالية.
وقالت إن إعادة تمركز القوات تأتي في إطار جهودها المستمرة لتنسيق خطط العمليات العسكرية والأمنية في اليمن وتعزيز الجهود الإنسانية والإغاثية، إضافة إلى تعزيز الجهود لتأمين الممرات المائية المتاخمة للسواحل اليمنية عموماً، ومكافحة الإرهاب على كامل الأراضي اليمنية.
وأشادت قيادة قوات التحالف بكل الجهود التي بذلتها القوات كافة وفي مقدمتها القوات المسلحة الإماراتية وأسهمت في نجاح الخطط المعدة لتنفيذ المهام العملياتية بكل كفاءة واقتدار.
وقالت مصادر مطلعة، أنه سيتم التوقيع على اتفاق "الرياض" بشكل رسمي خلال يومين على الأكثر، وأنه جرى توقيع الوثيقة الأولى من الاتفاق، ويهدف الاتفاق، الذي ترعاه السعودية، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، تشكيل حكومة جديدة ذات تمثيل متساوٍ من السياسيين الشماليين والجنوبيين.
ودعا المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى بدء مرحلة جديدة وفق اتفاق الرياض (الذي وقعه مبدئيا مع الحكومة اليمنية الشرعية) وتوحيد كل الجهود لمواجهة الشر الأكبر إيران وحلفائها.
وقال نائب رئيس المجلس هاني بن بريك، في تغريدة على "تويتر"، مساء أمس السبت، : "أناشد الجميع ترك كل المناكفات، وبدء مرحلة جديدة مع الاتفاق الذي هو طوق الخلاص في هذه المرحلة، وتغليب مصلحتنا جميعا وهي الانتصار للحق بتوحيد كل الجهود في مواجهة الشر الأكبر إيران وحلفاءها".
ونجحت الجهود التي قام بها ولي العهد السعودي ونائب وزير الدفاع خالد بن سلمان في إنقاذ الاتفاق من الانهيار بعد إقناع الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي بالموافقة على التوقيع، وسحب ورقة الإضافات الأخيرة التي تقدمت بها الشرعية وتسببت في توتير أجواء حوار جدة.
وتعيد مضامين الاتفاق التوازن إلى مؤسسات الشرعية وتحدّ من تغول بعض الأطراف، حيث ستخضع القرارات للتوافق ومشاركة كافة المكونات والأطراف الفاعلة في معسكر الشرعية الذي سيتسع لقوى أخرى فاعلة كانت خارج معادلة القرار نتيجة استحواذ حزب الإصلاح على القرار السياسي بمشاركة شخصيات نافذة محسوبة على تنظيمات إرهابية.
وكانت الإرادة القوية للتحالف العربي عاملاً مؤثراً في إنجاح الحوار بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي جعلته يتخطّى العوائق الكبيرة التي واجهته، ليفضي إلى اتفاق بالغ الأهمية في إنهاء الخلافات داخل المعسكر المضادّ للحوثيين وتوحيد الجهود في مواجهة المشروع الإيراني الذي يحملونه، على أن يظل تطبيق الاتفاق على أرض الواقع بحاجة لذات الإرادة لحمايته من العراقيل التي يتوقع أن تضعها في طريقه العناصر الإخوانية المخترقة للشرعية اليمنية.