حوارات جدة.. أكبر من مجرد اتفاق
رأي المشهد العربي
لم يرى الاتفاق الذي وقع المجلس الانتقالي الجنوبي على وثيقته المبدئية النور حتى الآن، لكن بغض النظر عما سيخلص إليه فإن المهم أنه أفرز عن أوضاعا جديدة ألقت حجارة في مياه الأزمة اليمنية الراكدة منذ سنوات.
أهم هذه المتغيرات تتمثل في بدء اتخاذ خطوات جدية لإسقاط المشروع القطري الذي يسعى في التمدد باليمن بعد أن اتفق الأطراف في الرياض على إنهاء هيمنة الإخوان على الشرعية، إذ أن قطر هدفت من وراء تلك السيطرة إلى تعطيل أي تقدم على المستوى السياسي والعسكري أيضا.
تكمن أهمية الاتفاق الذي تحاول قطر عبر أذرعها إجهاضه بأي طريقة، في أنه وضع متمركزات رئيسية تسير عليها استراتيجية مواجهة الانقلاب الحوثي القطري، بعد أن كان التحالف العربي يحرث في الهواء نتيجة أن جهوده الساعية لإنهاء الانقلاب كانت تواجه بخيانة الشرعية التي كانت تعاني اختراقا على مدار السنوات الماضية.
العامل الأهم بعد انتهاء التوقيع النهائي على الاتفاق أن يكون الهدف الأول من الحكومة الجديدة السير باتجاه اتخاذ الإجراءات التي تضيق الخناق على المليشيات الحوثية باعتبار أن إضعاف المليشيات يعد بمثابة إضعاف مباشر للمخطط القطري الذي يعتمد على قوة المليشيات الإيرانية.
إعادة ترتيب صفوف معسكر الشرعية يمهد لتحريك الأزمة اليمنية إذ أن النجاح العسكري المتوقع في مواجهة المليشيات الحوثية على الجبهات قد ينعكس إيجابيا لحل الأزمة سياسيا وسيكون ذلك بمثابة ورقة ضغط على المجتمع الدولي لضمان فعالية جهود الأمم المتحدة.
المهم في مرحلة ما بعد انتهاء التوقيع على اتفاق الرياض ضمان عدم خلخلة العناصر المحسوبة على ما يسمى بقوات الجيش للجهود العسكرية التي ستتوجه ناحية الجبهات العسكرية.