أمراض المليشيات وعبث الشرعية.. سموم حوثية - حكومية تجري في العروق
يومًا بعد يوم، تتكشف المأساة الصحية التي يعاني منها ملايين السكان الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، والتي دفع على إثرها القطاع الصحي ثمنًا شديد الفداحة.
تقرير دولي حديث، أصدرته منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، كشف عن وفاة 257 شخصًا بمرض الدفتيريا خلال 26 شهرً.
وقالت المنظمة في بيانٍ اطلع عليه "المشهد العربي"، إنّه تمّ الإبلاغ عن أربعة آلاف و541 حالة يشتبه إصابتها بالدفتيريا مع وجود 257 حالة وفاة بالمرض، خلال الفترة من 12 أغسطس 2017 حتى 12 أكتوبر الجاري.
وأضاف التقرير المقتضب أنَّ المنظمة قامت بحماية 3,4 مليون طفل من مرض الدفتيريا من خلال تطعيمهم ضد المرض في 186 مديرية.
و"الدفتيريا" عدوى تُسبِّبها بكتيريا الخُنَّاق الوتدية، وعادةً ما تبدأ علاماتها وأعراضها بعد يومين إلى خمسة أيام من التعرّض للبكتيريا المسببة لها وتتراوح حدتهما بين خفيفة ووخيمة، وغالباً ما تظهر الأعراض تدريجيًّا وتبدأ بالتهاب في الحلق وحمى.
وفي الحالات الوخيمة، تُنتج هذه البكتيريا سُمّاً (ذِيفاناً) يُحدث لَطْخة سميكة رمادية أو بيضاء اللون في مؤخرة الحلق، ويمكن لهذه اللطخة أن تسدّ مجرى الهواء فيصعب التنفس أو البلع، كما يمكن أن تسبب سُعالًا نُباحيًّا، وقد يتورّم العُنق لأسباب منها تضخّم العقد اللمفية.
وقد يصل السم أيضًا إلى مجرى الدم فيسبب مضاعفات قد تشمل التهاب عضلة القلب وتلفها والتهاب الأعصاب وحدوث مشكلات كُلويّة ومشكلات نزفية نظراً لانخفاض عدد الصفائح الدموية، وقد يُسبِّب تلف عضلات القلب اضطراب ضرباته، بينما قد يؤدي التهاب الأعصاب إلى الإصابة بالشلل.
وكانت تقارير طبية قد كشفت في وقتٍ سابق، أنّ الحرب العبثية الحوثية تسبّبت في تفشي الكثير من الأمراض القاتلة، ومنها مرض الدفتيريا الذي قتل أكثر من 200 طفل في مناطق سيطرة الانقلابيين، وإصابة 3906 أشخاص آخرين، حيث بلغت نسبة الوفيات بالمرض لدى الأطفال 89%، منها ما نسبته 70% من الأطفال المتوفين نتيجة المرض لم يتم إعطاؤهم التطعيمات اللازمة.
كما أنّ 61% من الأطفال المصابين بالدفتيريا تراوحت أعمارهم ما بين سنة و14عاماً، في وقتٍ تعاني فيه مناطق سيطرة المليشيات من انتشار مخيف لعدد من الأوبئة والجوائح كالكوليرا والدفتيريا وغيرها.
المليشيات الحوثية سعت لاستهداف القطاع الصحي من خلال تنظيم لقاءات وأمسيات ودورات طائفية لعدد من الكوادر في العاصمة صنعاء وبقية مناطق سيطرتها بهدف إقناعهم باعتناق أفكارها الطائفية المشبعة بالكراهية والعنف من جهة، والتحشيد لميادينها القتالية من جهة أخرى.
وفي الوقت الذي تتحمّل فيه المليشيات الحوثية مسؤولية نشر هذه السموم القاتلة، فلا يمكن إعفاء حكومة الشرعية من المسؤولية تسبّبت هي الأخرى في إطالة أمد الحرب؛ نظرًا لارتماء الفصيل المُسيطر عليها، وهو حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، في أحضان المليشيات الانقلابية، وهو الذي كبّد التحالف العربي عدم حسم الحرب سريعًا.