رغم افتراءات الشرعية.. كيف ساهمت الإمارات في إنقاذ اليمن من وضع لا يُحتمل؟
لم تلتفت دولة الإمارات العربية المتحدة لحملات التشويه التي استهدفتها من قِبل حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، وواصلت جهودها الإغاثية على النحو الذي أنقذ حياة ملايين الناس.
الدور الإماراتي القوي في اليمن سواء سياسيًّا أو عسكريًّا أو إنسانيًّا أكّدت صحيفة "الوطن" الإماراتية، أنّه بدونه لربما كان الوضع أصعب من أن يحتمل، وصولًا إلى مشاركتها الفاعلة إلى جانب المملكة العربية السعودية ضمن جهود التحالف العربي للتوصل إلى اتفاق الرياض.
الصحيفة قالت في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "دعم اليمن وأهله ومستقبله"، إنّ اتفاق الرياض جاء لإعادة ضبط الأمور في العاصمة عدن؛ بهدف حفظ الأمن والاستقرار، ليعلي صوت الحوار ويغلب لغة العقل، ولجعل المفاوضات لغة وحيدة للتعامل مع الملفات كافة بين الفرقاء الرافضين للانقلاب والذين يسعون بدعم دول التحالف العربي لإنهاء أزمة اليمن وطي صفحة الانقلاب وما ترتب عليها بهدف التوجه نحو البناء والتأسيس للمستقبل وفق ما يرضي جميع الأطراف.
وأضافت: "هذا الإنجاز الذي تمّ تحقيقه كان للإمارات الدور الأكبر بدعم آليته وتأكيدها على أهمية حل أي خلاف بين الأطراف عبر تغليب لغة العقل ومنطق الحكمة، وبخاصةً أن دعم الأشقاء وتلمس احتياجاتهم على الصعد كافة، هو موقف تاريخي ثابت لم يتوقف يومًا، واليوم يأخذ الدعم صورًا أكثر توسعًا وزخمًا لدعمهم على تجاوز المحنة والظروف الصعبة التي تسببت بها المحاولة الانقلابية الغاشمة تبعاً لأجندة إيران في التوسع والتمدد والتدخل في شؤون دول الجوار وكل مكان يمكنها أن تحدث فيه فوضى وأزمات".
وأشارت الصحيفة، إلى أن مواقف الإمارات كانت تؤكد دائمًا الحرص على اليمن وشعبه، ولولا الدعم الإغاثي والإنساني لربما كان الوضع أصعب من أن يحتمل، إذ كانت توجيهات القيادة الحكيمة في الإمارات بتقديم كل ما يحتاجه اليمنيون.
وتابعت: "المساعدات العاجلة في سباق مع الزمن وإعادة تأهيل ما دمرته مليشيا الحوثي الإيرانية لا يتوقف، وإعادة تأهيل المرافق والبنية التحتية كالمدارس والمستشفيات أمر أساسي واستحوذ على قسم كبير من الدعم الذي تقدمه الدولة، وذلك في محاولات حثيثة لمنع ضياع أجيال من الأطفال فضلا عن المواقف التي استهدفت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية كالأعراس الجماعية التي يتم تنظيمها بهدف تأمين متطلبات الشعب اليمني وإعانته على استعادة دورة الحياة الطبيعية".
وأوضحت الصحيفة، أن كل ما يحتاجه اليمن لتجاوز الظروف التي يمر بها منذ سنوات، كان من ضمن سياسة الإمارات إنسانيًّا وعسكريًّا ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وقالت: "كان لعدن النصيب الكبير لتكون بمكانتها قادرة على تأكيد رغبة الشعب اليمني في الخلاص من الانقلابيين ومن قبلوا الارتهان، فضلاً عن ما تمثله عدن من مكانة تاريخية وسياسية شديدة الأهمية وما يشكله استقرارها وأمنها وسلامتها بعد أن تم دحر المليشيات والقضاء على الإرهاب، من دافع قوي لمواصلة مسيرة التحرير في اليمن، وتأكيد الإرادة القوية بأن المخطط الانقلابي لم ولن يكتب له النجاح بوجود دعم أخوي صادق من قبل السعودية والإمارات وما تبذلانه من جهود لإنقاذ اليمن".
على كل المستويات، كان لدولة الإمارات دور إنساني عظيم في دعم وإنقاذ الأسر اليمنية، وهذا الدعم الإنساني لم يسهم فقط في الحد من المجاعة وانتشار الأوبئة، بل لعب دورًا في إنعاش المناطق المحررة في مجالات الصحة والتعليم والإسكان والغذاء.
وتتبنى الإمارات مقاربة إنسانية شاملة في دعم اليمن على مختلف المستويات، اقتصاديًّا وإنسانيًّا ولوجستيًّا، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية، عبر عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل، ينعم فيه بالأمن والاستقرار والازدهار.
وتكثيف الأعمال الإنسانية والخيرية في اليمن نهج إماراتي يتم العمل به دائًما، انطلاقًا من القيم الإنسانية التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستجابة للقيادة الرشيدة والحكيمة التي تسير على خطاه.
إجمالًا، بلغ حجم المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن من أبريل 2015 إلى يونيو 2019، نحو 20,57 مليار درهم "5.59 مليارات دولار"، موزعة على العديد من القطاعات الخدمية والإنسانية والصحية والتعليمية والإنشائية استفاد منها 17.2 مليون شخص.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إنَّ 66% من هذه المساعدات خُصِّصت للمشروعات التنموية و34% للمساعدات الإنسانية، وكان من بين المستفيدين 11.2 مليون طفل و3.3 ملايين امرأة.
الأمم المتحدة أعنلت في وقتٍ سابق، أنَّ الإمارات تصدرت المركز الأول عالميًّا كأكبر دولة مانحة للمساعدات لليمن لعام 2019، من خلال دعم خطة استجابة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن، فيما قامت الإمارات بدعم القطاع الصحي في اليمن بمنشآت طبية وحملات ضد الأوبئة.
وجاء الإعلان الأممي في تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن مستوى التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2019، حيث يعكس هذا التقرير المساعدات المقدمة لليمن من بداية العام الجاري إلى الثاني من يوليو الماضي.
وشملت المساعدات المقدمة 15 قطاعًا رئيسيًّا من قطاعات المساعدات وتضمَّنت 49 قطاعًا فرعيًّا، بما يدل على شمولية المساعدات الإماراتية واحتوائها لجميع مظاهر الحياة في اليمن نحو المساهمة في توفير الاستقرار والتنمية.
اللافت أنّه على الرغم من كل هذه الجهود، إلا أنّ حكومة الشرعية ردّت عليها بحملات عدائية ممنهجة، وقف وراءها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي المخترق للحكومة، والذي ينفِّذ مؤامرة قطرية تعمد في المقام الأول إلى استهداف التحالف العربي وتفكيكه على الأرض، وهو واقعٌ فطن التحالف إليه جيدًا.