الإرهاب الإخواني في شبوة.. قتلٌ واختطافٌ وتكفير
في محاولات متواصلة من أجل التصعيد في الجنوب عبر عدوانها الغاشم بغية عرقلة مسار اتفاق الرياض الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التوقيع عليه، واصلت المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية من استهدافها لأهالي محافظة شبوة.
المليشيات الإخوانية أقدمت في الساعات الماضية على اختطاف العديد من المواطنين وإخفائهم قسريًّا من سكان جول العاض، إضافةً إلى اختطافها همام نجل رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة بمدينة عتق علي محسن السليماني.
وبحسب مصادر مقربة من أسرته، فإنّ المليشيات الإخوانية اعتقلت "همام" دون أي أسباب تذكر، حيث اقتادته إلى جهة مجهولة ولم تعرف أسرته أسباب اعتقاله وموقع احتجازه حتى اللحظة.
كما أقدمت المليشيات على اختطاف عبدالله عبدالكريم عبدالله بن ناجي، وعلي أبوبكر أحمد عوض العاض، ومحمد سالم محمد بلعيد، همام صالح أحمد عوض، وعبدالله صالح الخليفي.
ومنذ عداونها على شبوة، اختطفت واعتقلت المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية عشرات المواطنين الذين عارضوا الاحتلال الإخواني للمحافظة، وقد طالت هذه الممارسات الإجرامية مدنيين ونشطاء حقوقيين وإعلاميين، حتى وصل الأمر إلى مقتل أحد المعتقلين تحت التعذيب في أحد السجون الحديثة التابعة لمليشيا الإصلاح في شبوة.
وأمس الخميس، اعتقلت المليشيات الإخوانية 12 مواطنًا من مديرية بيجان، هم عدنان مساعد مرعي الكثيري، أحمد محمد الخمار، عبد الله كرنون ، ماهر عبد الرحمن هادي، ضبي رباش، أمين رباش، أحمدرباش، محمد علي ديمان، عبد الناصر القيره، سالم الدوح، خالد دمان، أحمد علي النجار.
وأسّست المليشيات الإخوانية، بعد عدوانها الغاشم، سجونًا في شبوة لتكون مقاصل موت لمعارضيها، ممن قرروا أن يدافعوا عن وطنهم "الجنوب" بكل ما استطاعوا إليه سبيلًا، وهي سجون وُصِفت "جوانتانامو الجنوب،"، بلغ عدد المعتقلين فيها خلال الأسابيع الأخيرة حوالي 223 معتقلًا، يتوزَّعون على عدد من السجون بعضها معتقلات سرية، وجميع حالات الاعتقال جرت خارج القانون.
ولم يقتصر الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الإخوانية ضد أهالي محافظة شبوة على اعتداءات واعتقالات، بل وظّفت من يعتبرون أنفسهم "دعاة" للنيل من الجنوبيين "دينيًّا".
ففي وقت سابق من أكتوبر الجاري، كان مسجد عمر بن الخطاب في مدينة عتق شاهدًا على طائفية إخوانية حادة، فخطيب الجمعة، وهو أحد الموالين لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، تمادى في نفاقه للمليشيات الإخوانية وعدائه للجنوب، وذلك بأن كفَّر الشعب الجنوبي، ودعا للسير خلف المشروع الإخواني.
هذا التطرف الإخواني قوبل بوعي شعبي كبير، إذ اعترض المصلون على هذا الخطيب الموالي لحزب الإصلاح، فتدخّلت المليشيات الإخوانية بقوتها الغاشمة واعتقلت عددًا من المصلين الذين اعترضوا على الخطيب.
هذه الواقعة الإرهابية المصحوبة بطائفية بشعة، علّق عليها عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي الذي قال إنّ ما حدث في المسجد لا تقوم به إلا مليشيات ومنظمة تكفيرية، مشيرًا إلى أن وعي الناس كبير ولهذا احتجوا على الخطاب التكفيري.
وغرّد العولقي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلًا: "ما شهده جامع الخليفة عمر بن عبدالعزيز اليوم بعد صلاة الجمعة في عتق شبوة بسبب تسييس حزب الإصلاح للمنابر واستغلال عناصره للدين وتكفير المجلس الانتقالي الجنوبي".
وأضاف : "وعي الناس أصبح كبير ويدركون أن هذه الممارسات لا تقوم بها شرعية أو دولة أو حزب مدني بل مليشيات ومنظمة تكفير لهذا احتجوا".
إقدام المليشيات الإخوانية على تكفير الجنوبيين أمرٌ ليس بحديث، ففي حرب 1994 انهالت الكثير من الفتاوى من "مشايخ الإرهاب" الذي كفّروا الجنوبيين وحضّوا على قتلهم، وقد عاود التاريخ نفسه هذا العام، عندما أصدرت ما تُسمى بهيئة علماء اليمن التي يقودها الإرهابي الإخواني عبد المجيد الزنداني، التي أعادت فتاوى القتل والإرهاب ضد الجنوبيين مرة أخرى.
وكان مكتب المجلس الانتقالي في جنيف قد أرسل الفتوى التكفيرية الصادرة عن مشايخ الإخوان الإرهابيين، المتعلقة بتكفير الجنوبيين وجواز قتلهم إلى مختلف منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، حسبما أعلن رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي في أوروبا أحمد عمر بن فريد الذي حذّرمن مغبة ما قد يترتب عليها هذه الفتاوى من تداعيات عسكرية خطيرة تجاه الجنوب وأهله.