إجرام الحوثي.. كابلاتٌ لم تسلم من نهب المليشيات
منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، ارتكبت المليشيات الحوثية كافة صنوف الإجرام على النحو الذي كوَّن للانقلابيين ثروات مالية طائلة، مقابل تكبيد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها آثارًا حياتية شديدة الفداحة.
ففي جريمة حوثية جديدة أثارت الكثير من الاستياء، فقد أقدمت المليشيات على نهب كابلات إمدادات الكهرباء في عدد من الأحياء، وتحميلها على متن سيارات خاصة إلى مناطق وجود محطات التوليد الخاصة التابعة للقيادات الحوثية.
وكشفت مصادر مطلعة أنّ الميليشيات تقوم منذ أيام بنهب الكابلات من أجل استكمال إمدادات الكهرباء ضمن المشروعات الخاصة التي قامت بتنفيذها أخيرًا باستخدام المولدات عبر محطات التحويل، مشيرةً إلى أنَّ المليشيات حذَّرت المواطنين من اعتراض أي أعمال لإزالة الكابلات، وتذرعت بأنها تقوم بذلك بسبب "تلف الكابلات وخطورتها".
وقالت المصادر إنّ المليشيات تقوم ببيع الكهرباء بأسعار خيالية للمواطنين في العديد من مناطق صنعاء، مؤكدةً أنَّ الكابلات التي قامت بسرقتها تقدر قيمتها بملايين الريالات، وسيتسبب نهبها في أزمة كهرباء حادة.
وتبيع المحطات الجديدة سعر الكيلووات في الساعة الواحدة بـ200 ريال بالمتوسط، مقابل 25 ريالًا في المتوسط قبل إشعال المليشيات للحرب الراهنة.
وعبر جرائم متعددة الأوجه، تقوم أغلبها على النهب والابتزاز، استطاعت المليشيات الحوثية تكوين ثروات مالية طائلة مستهدفةً مختلف الفئات، وهو ما أدّى إلى حالة فقر حادة، ووضع حياتيًّا لا يُطاق.
ويواجه السكان القاطنون في مناطق سيطرة الحوثيين، معاناة شديدة لا سيّما في ظل انعدام الصحة والغذاء وتفشي الأوبئة ووقف صرف الرواتب، الأمر الذي زاد من حدة الفقر وأغرق ملايين السكان في أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل.
وقبل أيام، حذَّر تقرير أممي من أنّ اليمن الغارق في نزاع مسلّح منذ أكثر من خمس سنوات، سيصبح أفقر بلد في العالم في حال استمرت الحرب حتى سنة 2022.
وقال التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه منذ اندلاع النزاع عام 2014، تسبّبت الحرب بزيادة الفقر في اليمن من 47% من السكان إلى 75% بحسب التوقعات بحلول نهاية عام 2019.
وأضاف التقرير: "إذا استمر القتال حتى عام 2022، فستُصنف اليمن كأفقر بلد في العالم، حيث يعيش 79% من السكان تحت خط الفقر ويُصنف 65% منهم على أنهم فقراء جدًا".
التقرير الأممي الذي يحمل أرقامًا جديدة، لكنّه لا يتضمّن جديدًا فيما يتعلق بالوضع المروّع الذي يحياه ملايين المواطنين وكشفته العديد من التقارير الأممية.
وتسبّب الحوثيون في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.