هجوم أبين.. مفخخات إخوانية تستهدف عرقلة اتفاق الرياض
في الوقت الذي تحدثت فيه الكثير من الأنباء عن التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، واصلت المليشيات الإخوانية التابعة للحكومة إرهابها ضد الجنوب في محاولة لإفشال هذا المسار عبر التصعيد العسكري.
التحرك الإخواني المسلح استهدف هذه المرة مديرية أحوار بمحافظة أبين، حيث كشفت مصادر مطلعة أنّ المليشيات الإخوانية، بقيادة المدعو محمد العوبان والمدعو لؤي الزامكي هاجمت قوات الحزام الأمني في المديرية.
وقالت المصادر إنّ قبائل المديرية دعت للاستنفار العام في المحافظة للدفاع عن أحور ومديريات أبين عمومًا من الهجوم الغادر.
وكشفت مصادر عسكرية أنّ المليشيات الإخوانية شنّت هجومًا على أحور من عين بامعبد بمحافظة شبوة بعد كسر قوات الحزام الأمني لهجوم للميشيات الإرهابية القادمة من شقرة بأبين.
الهجوم الإخواني في أبين يرتبط وفق المصادر، بما كشفت عنه في الساعات الماضية بشأن الجماعات الإرهابية التي شكلها المدعو أحمد الميسري والمدعو صالح الجبواني انطلاقًا من مدينة عتق بمحافظة شبوة، في مؤامرة تستهدف الجنوب إجمالًا، وتهدف إلى إشعال الأوضاع عسكريًّا بغية إفشال الاتفاق.
وعمل الميسري مؤخرًا، على تأسيس لواء تابع له في محور عتق بإشراف مهندسين أتراك، وصلوا المحافظة تحت غطاء منظمات دولية، من أجل أن تكون بؤرة تخرج منها المليشيات الإخوانية بغية استهداف الجنوب.
التصعيد العسكري ضد الجنوب ربما يعبِّر عن الأنفاس الأخيرة التي تلتقطها المليشيات الإخوانية، لا سيّما أنّ التوقيع على اتفاق الرياض، يُمثل استئصالًا لنفوذ حزب الإصلاح الإخواني المخترِق لحكومة الشرعية.
وفي الأساس، لم تكن مشاركة حكومة الشرعية في محادثات جدة، تنم عن رغبة في التوصُّل لحل سياسي، بقدر ما كانت مشاركة صورية جاءت لتفادي الوقوع في حرج أمام المملكة، مع العمل على إفشال هذا الحراك بأي ثمن.
وتأكيدًا لذلك، عمل حزب الإصلاح الإخواني بشكل مكثف طوال الفترة الماضية على تقويض الجهود الحثيثة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لإنجاح المحادثات، مستخدمًا في ذلك مليشياته الإرهابية والتنظيمات المتطرفة التي يتعاون معها، وفي مقدمتها داعش والقاعدة.
وظهرت التحركات الإخوانية المريبة في أعمال إرهابية واعتداءات بمحافظات شبوة وأبين بالإضافة إلى العاصمة عدن؛ في محاولة لتفجير الوضع عسكريًّا، وإفشال التوقيع على الاتفاق؛ خوفًا من حزب الإصلاح على نفوذه ومصالحه.
عمل "الإصلاح" على إفشال الاتفاق جاء إدراكًا من هذا الفصيل بأنّ مستقبله السياسي أصبح على المحك، بعدما افتضح أمر إرهابه على الملأ، وأصبح وجوده غير مقبول باعتباره هيكلًا إرهابيًّا ارتمى في أحضان المليشيات الحوثية وهو يتستر بعباءة الشرعية.
قادة الإخوان في حكومة الشرعية، يعملون - بإيعاز مباشر من دولتي قطر وتركيا - على إفشال الاتفاق بأي ثمن، تخوُّفًا من أنّ إتمام هذه الخطوة سيكون فاضحًا للإرهاب الذي غرق فيه حزب الإصلاح، بالإضافة إلى الثروات المالية الضخمة التي حقّقوها من وراء حالة العبث الراهنة، والمستمرة منذ صيف 2014.