لماذا يقتل الحوثيون أسرهم؟
ارتكب قيادي حوثي جديد جريمة قتل لأحد أفراد أسرته، مضيفًا إلى سجل المليشيات بشاعة لا تضاهيها بشاعة.
الواقعة حدثت هذه المرة في حي هبرة بمحافظة صنعاء، حيث أقدم قيادي حوثي يدعى إبراهيم عبدالله أبو حروب، على قتل والدته بعدما اقتحم منزلها وأطلق عليها وابلًا من الرصاص ما أسفر عن مقتلها في الحال.
وبينما تنتشر في صفوف المليشيات جرائم يرتكبونها ضد أسرهم وأقاربهم، فإنّ محللين يُرجّعون ذلك إلى تلقين الانقلابيين موادًا طائفيةً ملغمة تغرس فيهم ثقافة الموت والكراهية والتضحية بأي شيء مقابل نصرة هذا الفصيل الإرهابي.
وقبل أيام ارتكب أحد عناصر المليشيات جريمة مشابهة بمديرية جبل يزيد غربي مدينة عمران، فعقب عودته من إحدى الجبهات طالب شقيقته بمقتنياتها الذهبية لدعم ما يُسمى "المجهود الحربي"، لكنّها رفضت إعطاءه هذه المقتنيات، فبادر هذا الحوثي بإطلاق الرصاص على شقيقته وعلى أمه، فسقطتا قتيلتين في الحال.
المسلح الحوثي أشهر سلاحه "الكلاشينكوف" وأطلق الرصاص على والدته وشقيقته، كما وضع قنبلة بجوار والده لكنّ "الأخير" تمكّن من انتزاعها وإلقائها خارج المنزل قبل انفجارها.
وانتشرت مؤخرا الجرائم التي عادة ما يرتكبها عناصر المليشيا الحوثي بحق أقاربهم؛ والتي تأتي - بحسب مراقبين - كنتيجة للتعبئة الطائفية الخطيرة التي يتم تلغيم عقولهم بها، حيث يتم تعبئتهم على أن من يخالفهم كافر ومنافق يستحق القتل والإعدام.
ومنذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014، فإنّها صبّت كمًا كبيرًا من اهتمامها على "الطائفية" التي اتخذتها سلاحًا لنشر أفكارها المتطرفة وغرس بذور استمرارها في عقول المنضمين إليها، وهي تُشهر هذا السلاح الفتاك في مختلف القطاعات، لا سيّما لدى الأطفال في المدارس وكذلك في المدارس الصيفية التي تنظِّمها المليشيات.
في هذه المراكز الصيفية التي حرصت المليشيات على إنشائها بمختلف مناطق سيطرتها، فقد التحق بها 251 ألفًا و234 طالبصا وطالبة، توزَّعوا على 3672 مركزاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
ووزَّعت المليشيات الحوثية الطلاب الملتحقين إلى خمسة مستويات وفقاً للفئة العمرية، منهم أكثر من 95 ألف طالب في المستوى التمهيدي، و87 ألف طالب في المستوى الأول، و47 ألف طالب في المستوى الثاني، و18 ألف طالب في الثالث، و1271 طالباً وطالبة في المستوى الرابع.
وتلقّى الطلاب في المراكز تدريسًا خاصًا من قبل قيادات حوثية ومعلمين موالين لهم، وتضمنت تدريبات عسكرية، بحسب أحد المدربين الذي كشف أن إدارة المركز الصيفي طلبت منه تنفيذ برنامج عسكري للطلاب لتعزيز استعدادهم للقتال وزيادة قدراتهم على تحمل الظروف الصعبة.
ويمكن القول إنّ ما تُقدِم عليه المليشيات في هذا السياق، يمثّل تلغيمًا لعقول الأطفال منذ سن صغيرة، يقود إلى صناعة جيل جديد من الإرهاب، سيؤدي في مرحلة مقبلة إلى مخاطر ربما تتعدى آثار الحرب الحوثية العبثية، وهو ما تجلّى بوضوح في واقعة المسلح الحوثي الذي قتل والدته وشقيقته.
وبينما يروِّج الحوثيون أنّ هذه المراكز هي دينية وتوعوية في المقام الأول، إلا أنّ مراقبين كشفوا أنّها تتضَّمن محتويات طائفية كشفت عن الوجه الإرهابي الفتاك لهذه المليشيات، وهو وجهٌ لم يسلم منه الأطفال في سنٍ صغيرة.