من معلمين إلى ضباط.. عبث إخواني فاق كل الحدود
"في دستور الإخوان، الذي يحكمه العبث، يصبح أي شيء متاحًا، شريطة أن يخدم مصالح ومخططات الجماعة الإرهابية".. حدث ذلك فيما أقدم عليه حزب الإصلاح مؤخرًا، ضمن مؤامرته التي تستهدف الجنوب من جانب وتوسيع دوائر نفوذه من جانب آخر.
حزب الإصلاح أقدم مؤخرًا، على منح 250 من عناصره رتبًا عسكرية ويتقاضون رواتب بعدما عملوا في وقتٍ سابق في مهنة التعليم، وضمَّهم لما يُسمى "الجيش الوطني"، وهو عبارة عن قوات تابعة لحزب الإصلاح الإرهابي، ضم إليها عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش.
مصادر مطلعة كشفت أنّ معظم المعلمين المُعيَّنين تمَّ إلحاقهم في اللواء الرابع احتياط بمديرية قعطبة الذي يقوده معلم كان في مديرية السدة يدعى "فضل عبدالرب"، وهو أحد أذرع الإهابي علي محسن الأحمر ويضم أعدادًا كبيرة أصبحت لديهم رتب عسكرية مختلفة، وتم التسجيل من داخل مقرات حزب الإصلاح الإخواني، ومثله اللواء83 مدفعية الذي يسيطرون على مفاصله وكذا الشرطة العسكرية.
وتقول المصادر إنّ هذا العبث الإخواني أدّى إلى عجزٍ في الكادر التعليمي بعدما تحوَّل المعلمين إلى حملة سلاح في صفوف المليشيات الإخوانية.
ولا يمكن فصل هذه الواقعة عن الفساد الذي يمارسه حزب الإصلاح على أكثر من صعيد، وذلك بغية السيطرة على مفاصل الأمور وتوسعة نفوذه بشكل كبير على الأرض.
وما يُسمى "الجيش الوطني" هو مجرد شعار لفصائل موالية لحزب الإصلاح، ألحق إليه الحزب الإخواني الكثير من العناصر الإرهابية والمتطرفة، وعلى رأسها تنظيما القاعدة وداعش.
ويمثل الكم الأكبر من هذه القوات، عناصر من "الإصلاح" من أجل أن يضمن الحزب الإخواني السيطرة على مفاصله، وتحريكها كما يحلو له وبما يتفق مع مخططاته الإرهابية على مدار الوقت.
ويُحرك "الإصلاح" مليشياته الإرهابية ضد الجنوب، بغية إشعال الفوضى على أراضيه والنيل من أمنه واستقراره، وتجلّى ذلك في الهجوم الإرهابي أمس الخميس على محافظة أبين، والتي كشفت مصادر "المشهد العربي" أنّه شهد مشاركة عناصر من القاعدة وداعش إلى جانب المليشيات الإخوانية.
العلاقات بين المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية وتنظيم القاعدة كثيرًا ما فُضِح أمرها، ويقود هذه العلاقات الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويتولى التنسيق في علاقات الإخوان والقاعدة.
علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.
وفي يناير 2018، كشف الباحث الأمريكي بيتر ساليسبري في دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات ومقره واشنطن، أنّ محسن صالح الأحمر يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والسنّية والإسلامية التي مركز ثقلها هو حزب الإصلاح، كما أنه متهم بالمساعدة في رعاية المجموعات المسلحة التي أصبحت في نهاية المطاف "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وتقول الدراسة: "الأحمر تمكَّن من تقديم نفسه على أنَّه آخر أمل لتحقيق النصر العسكري ضد الحوثيين، وكخط دفاع أخير عن اليمن، وفي حال تمكنه من تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، فقد يكون قادرًا على الانطلاق مرتكزا على منصبه الحالي ليهندس لنفسه عودة غير متوقعة إلى السلطة".