الإخوان والقاعدة وهجوم أبين.. حاضنة حكومية لفصائل إرهابية
لم يكن الهجوم الإخواني على محافظة أبين أمس الخميس مجرد عملًا إرهابيًّا من فصيل متطرف، بقدر ما كان فاضحًا للعلاقات المتقاربة بين حزب المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية وتنظيم القاعدة الإرهابي.
المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، استعانت في هجومها على قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، الخميس، بعناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي، في تأكيد جديد حول حجم العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين هذه الفصيلين المتطرفين.
مصادر "المشهد العربي" كشفت أنّ المليشيات الإخوانية التي استهدفت قوات الحزام في مدينة أحور، شوهد ضمن مسلحيها عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي، ضمن مخطط إرهابي يستهدف الجنوب بشكل عام، عبر نشر الفوضى على أراضيه بزرع هذه التنظيمات المتطرفة.
وتنظيم القاعدة في اليمن هو الأقوى والأكثر تنظيمًا من فروع التنظيم في الدول الأخرى، وذلك بسبب الرعاية التامة التي يُوفِّرها له حزب الإصلاح الإخواني، حسبما يقول نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك.
وغرَّد بن بريك عبر حسابه على "تويتر" قائلًا: "تنظيم القاعدة في اليمن هو أقوى وأكثر تنظيمًا من غيره من فروع التنظيم، بل إنه بات مركز ثقل التنظيم، ووُفِّرت له الرعاية التامة من حزب الإصلاح الإخونجي شريك الحكم، حتى بلغ الأمر أن تسمى تشكيلات التنظيم في اليمن بالجيش الوطني، ولرعاية قطر لم يتحرك صوب الحوثيين".
العلاقات بين المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية وتنظيم القاعدة كثيرًا ما فُضِح أمرها، ويقود هذه العلاقات الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويتولى التنسيق في علاقات الإخوان والقاعدة.
علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.
وفي يناير 2018، كشف الباحث الأمريكي بيتر ساليسبري في دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات ومقره واشنطن، أنّ محسن صالح الأحمر يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والسنّية والإسلامية التي مركز ثقلها هو حزب الإصلاح، كما أنه متهم بالمساعدة في رعاية المجموعات المسلحة التي أصبحت في نهاية المطاف "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وتقول الدراسة: "الأحمر تمكَّن من تقديم نفسه على أنَّه آخر أمل لتحقيق النصر العسكري ضد الحوثيين، وكخط دفاع أخير عن اليمن، وفي حال تمكنه من تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، فقد يكون قادرًا على الانطلاق مرتكزا على منصبه الحالي ليهندس لنفسه عودة غير متوقعة إلى السلطة".
كما أنّ المليشيات الإرهابية التابعة لمحسن الأحمر، متورطةٌ بوضوح تام في استهداف قوات التحالف العربي والمدنيين في مناطق الجنوب، وقد برهن الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات الحزام الأمني في محافظة أبين في أغسطس الماضي، على علاقة علي محسن الأحمر بتنظيم القاعدة في اليمن.
الربط بين علاقة الشرعية بالقاعدة فيما يتعلق بهجوم أبين، تجلّى في إعلان المدعو ياسر الحسني، الصحفي في مكتب الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي مسوؤلية ما أسماه الجيش الوطني - وهو عبارة عن مجاميع مليشياوية تابعة لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي - عن الهجوم على الكمين، وبعد ذلك بساعات أعلن تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته.
تزامن إعلان أنصار الشريعة مع تصريح الحسني أثبت على وجود علاقة بين قوات الأحمر والتنظيمات المتطرفة، وقد صرّح الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم عن ذلك بالقول: "هذا دليل جديد على علاقة الحكومة والقوات التي يقودها علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح بالتنظيمات المتطرفة واستخدامهم لها ضد الجنوب".