اتفاق الرياض.. كيف لدغته ثعابين الإصلاح في اللحظات الأخيرة؟
بينما كان من المنتظر أن يتم يتوقع التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي والجنوبي وحكومة الشرعية أمس الخميس، إلا أنّ حزب الإصلاح الإخواني المخترِق للحكومة غرس الكثير من العراقيل التي أفضت إلى إفشال التوقيع إلى الآن.
المليشيات الإخوانية قامت بالتزامن مع موعد توقيع الاتفاق، بهجوم إرهابي غادر على محافظة أبين استعانت فيه بعناصر من تنظيم القاعدة، في تصعيد عسكري عمد إلى إفشال التوصّل إلى اتفاق وبغية تفخيخ هذا المسار بشكل كامل على النحو الذي يؤدي إلى إشعال الموقف على الأرض أكثر.
التصعيد العسكري ضد الجنوب ربما يعبِّر عن الأنفاس الأخيرة التي تلتقطها المليشيات الإخوانية، لا سيّما أنّ التوقيع على اتفاق الرياض، يُمثل استئصالًا لنفوذ حزب الإصلاح الإخواني المخترِق لحكومة الشرعية.
وفي الأساس، لم تكن مشاركة حكومة الشرعية في محادثات جدة، تنم عن رغبة في التوصُّل لحل سياسي، بقدر ما كانت مشاركة صورية جاءت لتفادي الوقوع في حرج أمام المملكة، مع العمل على إفشال هذا الحراك بأي ثمن.
وتأكيدًا لذلك، عمل حزب الإصلاح الإخواني بشكل مكثف طوال الفترة الماضية على تقويض الجهود الحثيثة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لإنجاح المحادثات، مستخدمًا في ذلك مليشياته الإرهابية والتنظيمات المتطرفة التي يتعاون معها، وفي مقدمتها داعش والقاعدة.
وظهرت التحركات الإخوانية المريبة في أعمال إرهابية واعتداءات بمحافظات شبوة وأبين بالإضافة إلى العاصمة عدن؛ في محاولة لتفجير الوضع عسكريًّا، وإفشال التوقيع على الاتفاق؛ خوفًا من حزب الإصلاح على نفوذه ومصالحه.
إزاء ذلك، بدأ كثيرٌ من النشطاء الجنوبيون يحذِّرون من إشعال المليشيات حربًا أوسع نطاقًا على الجنوب، ما يفرض ضرورة الاستعداد الحاسم والحازم من أجل إسقاط هذه المؤامرات المتطرفة.
وقد حذَّر الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في حواره مع صحيفة عكاظ السعودية، من محاولات إخوانية لتصعيد الأوضاع، قائلًا: "هناك أطراف كثیرة على رأسها جماعة الإخوان المتمثلة في حزب الإصلاح تحاول دائمًا إفشال أي جهود سیاسیة أو تقدم في ملف قضیة الجنوب، وهذا یأتي أیضًا في إطار ارتباطهم بأجندات معادیة للتحالف العربي".
يُشير ذلك إلى أنّ القيادة السياسية الجنوبية واعيةٌ بشكل كامل بحجم المؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب من قِبل المليشيات، وتُسيِّر استراتيجيتها السياسية وفقًا لذلك.