ابتزاز الحوثيين يطال المنظمات الإغاثية.. ماذا فعلت المليشيات؟
من أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014 وكبَّدت المدنيين أعباء إنسانية شديدة الفداحة، دأب الانقلابيون على التضييق أمام أعمال المنظمات الإغاثية.
أحدث الانتهاكات الحوثية في هذا الصدد، تمثّلت في إجبار المليشيات، المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة لدفع مبالغ مالية لقيادات المليشيات لتسهيل مهام أنشطتها.
وتضطر كافة المنظمات الأممية العاملة لتوزيع جزء من المساعدات لقيادات حوثية كي تتمكن من توزيع مساعداتها والحصول على نسبتها، حسبما كشفت مصادر مطلعة، قالت إنَّ أي منظمة عاملة في اليمن تقوم بإخراج المخصص المالي للحوثيين من أي عمل إنساني وتقوم بتوزيعها على المدراء التنفيذيين المسؤولين عليها.
ومن أبرز القيادات التي تبتز المنظمات، هو أحمد حامد (أبو محفوظ) مدير مكتب الرئاسة التابع للحوثيين، وأبو عماد (مطلق المراني) وكيل الأمن القومي سابقًا، وثالثهم وزير الصحة في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها طه المتوكل.
وعلى مدار سنوات الحرب، كثّفت مليشيا الحوثي من حملاتها التحريضية على المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها.
وفي وقتٍ سابق، كشف المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي أنَّ هناك أكثر من 30 حالة لسرقة المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين، وأن الأطفال يموتون بسبب تضييق الحوثيين على عمل المنظمة، فيما أعلن منسق الشؤون الإنسانية عن عرقلة الحوثيين لـ55 بعثة أممية.
اللافت أنّ هذه الاتهامات الأممية أصابت المليشيات الحوثية بحالة من الهستيريا، حيث بدأت شن حملة تحريض غير مسبوقة في وسائل إعلامها ضد المنظمات الدولية والأممية، ملفقة لها عددًا من التُهم.
وتصدر القيادي الحوثي والناطق الرسمي باسم المليشيات محمد عبدالسلام، حملة التحريض ضد المنظمات، كاشفًا عن حجم الوجع الذي تعرضت له المليشيات، بعد الإفصاح أمام المجتمع الدولي عن اختلاسهم المساعدات وحرف مسارها لجهات غير مستحقة.
وتحاول مليشيا الحوثي إرهاب المنظمات وبخاصةً برنامج الأغذية العالمي الذي كان صاحب السبق بفضح سرقة الحوثيين المساعدات الإنسانية في صنعاء، كما تستغل المليشيات سيطرتها على ميناء الحديدة الذي تصل عبره 75% من المساعدات لابتزاز المنظمات الدولية وحرف المساعدات كما تريد.
وطيلة سنوات، رضخت المنظمات الأممية لابتزاز مليشيا الحوثي من أجل ممارسة مهامها كون مكاتبها الرئيسية تقع في صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، لكن تمادي المليشيات الموالية لإيران أخرج بعض المنظمات عن صمتها وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي.
وبعد نهب آلاف الأطنان من المساعدات وبيعها في السوق السوداء أو حرفها لأسر التابعين لهم، قامت مليشيا الحوثي بمطالبة برنامج الأغذية العالمي بعدم توزيع مساعدات عينية وتقديم مساعدات نقدية تكون تحت تصرفها وتوزعها بنفسها.