الجنوب والسعودية.. رؤية مشتركة ومشروع عربي واحد
برهنت التطورات المتلاحقة والمتسارعة خلال الفترة الأخيرة، على أنّ الجنوب يقف في ميدان واحد مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إزاء التحديات الضخمة والمتسارعة على أكثر من جبهة.
تجلّى هذا الأمر جيدًا، في تعامل القوات الجنوبية مع الاعتداءات الإخوانية المستعرة ضد الجنوب على أكثر من جبهة، والتي يرد عليها الجنوب بضبط النفس، وهو ما عبّر عنه نائب رئيس المجلس هاني بن بريك الذي أكّد أنّ التزام القوات الجنوبية بمحادثات جدة وعدم الانجرار وراء الاستفزازات العسكرية التي تقوم بها حكومة الشرعية، إلى خيار المجلس بالمشروع العربي الذي تقوده وتتبناه السعودية، من خلال اتفاق الرياض المقرر توقعيه.
"بن بريك" قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "بات غير خافٍ على أحد أنه ثم مشروعين: عربي بقيادة السعودية، وفارسي بقيادة إيران وبمال دولة قطر.. نحن في الجنوب قيادة وشعبًا اخترنا المشروع العربي بقيادة السعودية وسنمضي معها لتحقيق الأمن القومي العربي".
وأضاف: "أدوات المشروع الفارسي بالمال القطري الجماعات الإرهابية وأمها جماعة الإخونج".
المحادثات التي جرت في مدينة جدة، والتي أفضت إلى اتفاق الرياض المنتظر التوقيع عليه قريبًا، مثّلت نقطة كاشفة للمؤامرة الإخوانية على التحالف، ففي الوقت الذي برهن المجلس الانتقالي على تقديره للمملكة وانخراطه معها في محاربة الحوثيين فقد عملت حكومة الشرعية على إفشال هذه المحادثات بعدما امتنعت عن المشاركة في بادئ الأمر، ثم شاركت بشكل معلن وعملت على إفشالها بعدة مسارات.
حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي أظهرت كذلك على معاداتها للتحالف العربي، بعدما ارتمت طوال السنوات الماضية في أحضان المليشيات الحوثية من جانب، كما عملت على عرقلت جهود المملكة العربية السعودية للتوقيع على اتفاق الرياض، بعدما ارتكبت الكثير من العراقيل، تمثّل أبرزها في التصعيد العسكري ضد الجنوب.
وبينما تقاطع السعودية إلى جانب الإمارات ومصر والبحرين، دولة قطر بداعي دعمها للإرهاب، فإنّ "الشرعية" - عبر الجناح النافذ بها، وهو حزب الإصلاح الإخواني - تتواصل مع الدوحة بل ويُنفِّذ إخوان الشرعية تعليماتها التي تستهدف التحالف العربي في المقام الأول.
على الأرض، فإنّ الميدان برهن كذلك على هذه الحقيقة، فالقوات الجنوبية سطَّرت الكثير من البطولات في مواجهة المليشيات الحوثية على أكثر من جبهة، بينما "إخوان الشرعية" جمَّدوا الكثير من الجبهات وسلّموا مواقع استراتيجية للحوثيين.
تُشير كل هذه الحقائق إلى قرب الجنوب من التحالف في وضوح الرؤية المتعلقة بالحرب على المليشيات الحوثية، بالإضافة إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان، المُصنّفة إرهابية لدى المملكة العربية السعودية أيضًا.