بعد شهرين من المؤامرات.. الانتقالي يقود الجنوب إلى بر اتفاق الرياض
منذ أن دعا التحالف العربي المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية للتفاوض في جدة حول الأوضاع في الجنوب، لم يتوقف الإصلاح المختبأ في عباءة الشرعية عن مؤامراته السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية في الجنوب، وكان لزاماً على المجلس الانتقالي باعتباره السلطة الوحيدة في الجنوب أن يتعامل مع كل هذه المؤامرات التي كانت كفيلة بإجهاض جميع النجاحات التي تحققت على مدار الأعوام السابقة.
كان المجلس الانتقالي أمام تحديات عدة، على رأسها الملف الأمني والذي عمل الإصلاح على إرباكه بكافة السبل فلجأ إلى التفجيرات وعمليات السلب والنهب وتحالف مع جميع التنظيمات الإرهابية أملاً في أن يلقي مردوداً إيجابياً من الممكن أن يفشل المحادثات السياسية المعقدة في جدة، لكن وصولاً إلى اليوم فإن الانتقالي أثبت قدرته على قوة تحمل الجرائم الجنائية والإرهابية التي كانت كفيلة بإثارة فوضى عارمة في الجنوب.
التحدي الثاني ارتبط بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في أعقاب هرب وزراء الشرعية، والذين عملوا على تعطيل الوزارات والهيئات الحكومية لشل الخدمات العامة ومن ثم إظهار التململ الجنوبي من هذا التعطيل وتحويل أبناء الجنوب إلى وقود من الممكن أن يحرق المجلس الانتقالي، غير أنه استطاع بجهوده أن ينهي جميع الأزمات التي اندلعت في تلك الفترة.
أما ثالث التحديات وأصعبها فارتبط بالتحالف العسكري بين المليشيات الحوثية والإصلاح وهو ما نتج عنه تعرض الجنوب إلى جنوب مزدوج وأحياناً ثلاثي في جبهات الضالع وشبوة وأبين، ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى جزيرة سقطرى، لكن في النهاية فإن استطاع أن يحقق أخف الأضرار بعد أن صد هجمات الحوثي في الضالع وحاصر الإخوان في شبوة وأجهض مخطط السيطرة على أبين.
هذه النجاحات كانت حاضرة في اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي ناقش جملة من الموضوعات المتعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة الجنوبية، وفقاً للتقرير التحليلي عن الأوضاع العامة خلال شهر أكتوبر، المقدم من مركز دعم صناعة القرار، وكذا نشاط هيئة رئاسة المجلس والأمانة العامة الاجتماعي.
وثمنت الهيئة الوقفة البطولية والشجاعة لقوات الحزام الأمني ورجال القبائل في مديريات أحور والمحفد ولودر ومودية بمحافظة أبين، الذين استبسلوا في الدفاع عن مدنهم أمام التصعيد العسكري الاستفزازي للجماعات الإرهابية المتسترة برداء الجيش.
كما عبّرت هيئة رئاسة المجلس عن دعمها ومساندتها لكافة الإجراءات التي اتخذتها قيادة التحالف العربي في العاصمة عدن، ووقوفها معها في هذه المهمة النبيلة، ومثمنة في الوقت نفسه ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من عطاء ودعم لا محدود للعاصمة عدن والجنوب في المجالات كافة، سيذكرها الجنوب دوماً شعباً، وجيشاً، وأمناً وقيادة.
وطالبت الهيئة التحالف العربي، بتأمين إشهار اتفاق الرياض في موعده المحدد يوم الثلاثاء القادم، ومباشرة التنفيذ لإحكامه وبنوده والحزم تجاه أي جهة تضع العراقيل أمام تنفيذه لخدمة قوى الهدم والتخريب المعادية للجنوب ودول التحالف عموماً.
وتطرق الاجتماع أيضاً، إلى ما تشهده محافظة أرخبيل سقطرى من حراك سلمي في مواجهة فساد وإرهاب قيادة المحافظة الموالية لجماعة الإخوان.
وأشاد الاجتماع بجهود التهدئة التي تقودها قيادة الانتقالي بالمحافظة والشخصيات الاجتماعية ومعهم قيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وكل أبناء الأرخبيل.
وجرى التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة الوقف العاجل والحازم لمحاولات القيادات الإخوانية في الجزيرة لتعكير صفو المحافظة، ومنها مواصلة التصعيد الذي دأبت على افتعاله بين الفينة والأخرى، دون مراعاة لمخاطره، و التي لا تخدم إلا أعداء المنطقة من ميليشيات حوثية وأسيادها في طهران.
وندد الاجتماع بسياسة التعذيب التي تتبعها حكومة الشرعية، التي تفرض حصاراً مستمراً على أبناء العاصمة عدن، من خلال تعمدها تعطيل الخدمات في المدينة وخاصة الكهرباء المهددة بالتوقف لرفض الحكومة توفير المشتقات النفطية لمحطات التوليد.