تواطؤ الأمم المتحدة في الحديدة يجهض محاولات السلام المزعوم
في الوقت الذي يسوق فيه المبعوث الأممي "مارتن غريفيث" إلى ما أسماه بخطة سلام شاملة، جدد المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، اتهامه لفريق الأمم المتحدة بالتساهل والتغاضي عن الخروقات الحوثية في الحديدة، وهو ما يجهض أي محاولات مزعومة للسلام في ظل استمرار التواطؤ الأممي مع المليشيات الحوثية.
تبرهن العلاقة المشبوهة بين المليشيات الحوثية والأمم المتحدة على أن الرغبة الدولية لحل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية غير جادة، وأن هدفها بالأساس هو إظهار رغبة زائفة في الذهاب نحو السلام، من دون أن تترجم ذلك في شكل قرارات فاعلة على أرض الواقع، ولعل عدم التزام المليشيات الحوثية باتفاق ستوكهولم يعد العائق الأول أمام محاولات غريفيث عقد مؤتمر شامل للسلام.
ويرى مراقبون أن الأمم المتحدة تدرك أن حديث السلام في اليمن يأتي في إطار خطة حوثية تسعى لتقليل خسائرها وأنها تستغل ذلك محاولة الذهاب باتجاه عقد مؤتمر للسلام لإدراكها بصعوبة إقناعها في ظروف متغيرة عن التي تمر فيها بالوقت الحالي على الجلوس على طاولة المفاوضات مرة أخرى، وهو ما يجعل أي حديث عن السلام هشاً لأنه يستهدف تخفيف الضغوطات على إيران وليس إنهاء الأزمة اليمنية بشكل صادق.
ولعل ذلك يظهر في تعامل الأمم المتحدة مع مليشيات الحوثي بالحديدة، بعد أن واصل الحوثي حفر الخنادق بمناطق قريبة من نقط مراقبة وقف إطلاق في الحديدة، من دون أي تدخل من فريق المراقبة الأممي.
وأكد وضاح الدبيش، أن المليشيات الحوثية قامت بحفر 19 خندقاً على بعد أمتار قليلة من نقطتي الخامري والصالح، وسط تجاهل الفريق الأممي لهذا الأمر، لافتاً إلى أن الفريق الحكومي سيرفع القضية إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باعتبار ممثل الأمم المتحدة مارتن غريفيث ورئيس البعثة أباهيجيت أدوات متعاطفة مع جماعة الحوثي.
وعلى الجانب الآخر يواصل المبعوث الدولي الخاص باليمن مارتن غريفيث التحضير لجولة مشاورات شاملة يريد عقدها نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل، وبحسب ما نشرته صحيفة "البيان" الإماراتية في عدد، اليوم الأحد، فإن المبعوث الدولي، الذي أجرى لقاءات متعددة مع الجانب الحكومي ومع مليشيا الحوثي، بإسناد من سفراء الدول الراعية للسلام في اليمن.
وأضافت الصحيفة، أن غريفيث يريد عقد جولة المحادثات الشاملة الشهر المقبل أو مطلع العام 2020، إلا أنه يواجه مطالب بإلزام مليشيا الحوثي بتنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة بشكل كامل قبل الذهاب إلى هذه الجولة.
وذكرت المصادر أن سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمبعوث السويدي أجروا عدة لقاءات مع الجانب الحكومي ومع ممثلي مليشيا الحوثي، بهدف تجاوز العقبات التي تعترض الذهاب إلى هذه الجولة، وبالذات إلزام الحوثيين بتحريك ملف الحديدة لاستكمال عملية إعادة الانتشار من موانئ المحافظة وعاصمتها، وتحقيق تقدم فيما يخص فتح المعابر إلى مدينة تعز، كما تطلب من الجانب الحكومي تجاوز شرط التنفيذ الكامل لبنود تفاق استوكهولم قبل الذهاب إلى جولة المشاورات الشاملة.
وطبقاً لهذه المصادر، فإن المبعوث الدولي المسنود بسفراء الدول الراعية للسلام يأمل أن يؤدي التوقيع على اتفاق الرياض إلى الدفع باتجاه عقد الجولة المقبلة، إذ يسعى لإبرام اتفاق هدنة طويلة المدى، استناداً إلى العرض الذي قدمه الحوثيون بوقف استهداف الأراضي السعودية، والإفراج عن مجموعة من المعتقلين لديهم.