أطفال اليمن.. المستقبل يبدو قاتماً أمام إرهاب المليشيات الحوثية
لا أحد يمكن أن يتنبأ بمستقبل أطفال اليمن الذين يرون الدماء والموت يومياً أمام أعينهم عاجزين عن مواجهة الإرهاب الحوثي الذي يمارس ضدهم جميع أنواع الانتهاكات بدءاً من الدفع بهم كوقود لمعارك عسكرية لا يعرفون عنها شيئاً، أو ضحايا لقصف حوثي يستهدفهم ليل نهار، أو يعانون جميع أنواع الانتهاكات في أي مكان يتواجدون به حتى وإن كان ذلك داخل المدرسة.
على مدار اليوم فقط، كانت مناطق متفرقة من اليمن شاهدة على جرائم عدة للمليشيات بحق أطفال اليمن، وتنوعت بين القتل والخطف والتشريد، غير أن العامل المشترك واحد وهي أن هذه الجرائم ارتكبها عناصر مدعومة من إيران تستهدف القضاء على أي أمل في مستقبل هؤلاء الأبرياء.
ففي الحديدة، واصلت آلة القتل الحوثية حصد أرواح الأطفال اليمنيين، بالقنص المباشر وألغام الموت والعبوات الناسفة التي زرعتها، حيث قتل وجرح، اليوم الاحد، 3 أطفال غرب البلاد، وبحسب مصادر محلية فإن طفل قتل وأصيب شقيقه وشخص آخر بجراح في انفجار عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي في منطقة الحيمة جنوب مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة أثناء عودتهم على متن سيارة إلى منازلهم.
وأوضح المصدر، أن الطفل أنس عبدالكريم، البالغ من العمر 7 سنوات قتل واصيب شقيقه عبدالمولى عبدالكريم البالغ من العمر 4 سنوات بجروح بالغة، في الانفجار الذي أدى أيضاً إلى إصابة المواطن عبدالرحمن فيصل السلمي.
وحولت المليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً الساحل الغربي إلى واحد من أكبر حقول الألغام في العالم، الأمر الذي يشكل كابوساً يؤرق الأهالي، حيث لا يكاد يمر يوم دون سقوط ضحايا في صفوفهم معظمهم نساء وأطفال.
وأودت الألغام الحوثية بحياة المئات من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال في مناطق جنوبي الحديدة، وغربي تعز، كما أوقعت مئات الإصابات في صفوف السكان، وتسببت بحالات إعاقة دائمة لعديد منهم.
في السياق ذاته، أصيب طفل في الثالثة عشر من العمر، الأحد، برصاص قناصة مليشيات الحوثي في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، وقال مصدر طبي، إن أحمد عبده علي، أصيب بطلقة قناص حوثي في الصدر أثناء تواجده أمام منزله في التحيتا.
وفي صنعاء، قالت مصادر محلية، إن عناصر حوثية مسلحة، أقتحمت مدرسة "صنعاء الأهلية" وقامت بطرد طاقم المدرسين والموظفين، وإخراج كافة الطلاب من المدرسة، وبحسب المصدر ذاته، فإن المسلحين جاءوا بأومر حوثية، من مكتب التربية بصنعاء وقاموا باقتحام المدرسة تحت قوة السلاح وطردوا المدرسين، واحتلوا المدرسة وقاموا بسرقة محتوياتها المالية والعينية وفقا للمصادر.
وتخضع المؤسسات الخاصة والمواطنين في صنعاء، والمحافظات الشمالية، إلى ابتزاز متواصل من قبل المليشيات منذ أن سيطر الحوثي على صنعاء في 21 من سبتمبر 2014م.
وفي إب، اختطفت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة إيرانياً، عدداً من أبناء مشايخ مخلاف "العود" الرابط بين محافظتي الضالع وإب، شمال غربي الضالع، وأكد سكان محليون أن المليشيا الحوثية فرضت على كل شيخ قبيلة أو قرية، بمخلاف "العود" رفد عناصرهم في جبهات القتال بمحافظة الضالع بعشرة أفراد، كحد أدنى، الأمر الذي رفضه عدد من المشايخ، موضحين أن المواطنين أحرار بأبنائهم، ولا يمكن فرض عليهم تجنيدهم إجبارياً.
وأوضح السكان، أن المليشيا الحوثية اعتبرت الرفض بمثابة تمرد على قراراتها ما دفعها إلى تصعيد الموقف والقيام باختطاف عدد من أبناء بعض المشايخ القبلية بهدف الضغط عليهم وترويع الآخرين.
وحسب المصادر، استحدثت المليشيا الحوثية عدداً من النقاط العسكرية في معظم الطرق الريفية برأس مخلاف "العود"، بينها طرق "ذودان، الغيظة، المحل، سوق الخميس... وغيرها".
وكانت المليشيا استقطبت العشرات خصوصاً في الفترة السابقة التي استخدمت فيها طرق الترويع والتهديد، وهو ما أصبح المواطنون لا يستجيبون له في ظل التماسهم لحجم الإقصاءات ومصادرة أبسط الحقوق.
وفي المقابل سلَّمت قوات التحالف شرطة محافظة مأرب 12 طفلاً مجندًا، كانوا يقاتلون في صفوف مليشيا الحوثي في معارك الحدود، وتتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا.
وبيّنت تقارير صحفية أن التحالف العربي سلَّم مساء أمس السبت إدارة الأمن في مأرب 12 طفلاً مجندًا ممن تم أَسْرهم في جبهات الحدود وهم يقاتلون في صفوف مليشيات الحوثي.
وأشارت إلى أنه سيتم خلال الأيام المقبلة تسليم الأطفال المجندين إلى ذويهم بحضور المنظمات الدولية والمحلية المعنية بالأطفال.
وسبق أن سلم التحالف العربي عشرات الأطفال المجندين في صفوف المليشيا إلى ذويهم بعد أن تم تأهيلهم.