في ظل التجاهل الدولي.. مسام يسير وحيداً في حقل ألغام اليمن
بالرغم من اعتراف الأمم المتحدة بأن اليمن يعد البلد الأكبر في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط الذي تعرض لكارثة انتشار الألغام غير أن المجهود الدولي في مجال تفكيك الألغام يبدو غائباً وغير مؤثراً بالمقارنة بحجم الألغام المزروعة، وهو ما يجعل الجهد الأكبر يقع على المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام"، مع وجود أدوار داخلية لكن غير فاعلة لحد كبير من قبل المركز الوطني لنزع الألغام.
أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام"، اليوم الأحد، عن انتزاع 10820 لغماً وذخيرة غير منفجرة زرعتها ميليشيات الحوثي خلال أكتوبر/تشرين الأول، في عدد من المحافظات والمناطق اليمنية المحررة.
وقال المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام" في بيان: "فرقنا نزعت خلال أكتوبر 10820 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة"، وأضاف: "نزعنا خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر 2209 ألغام، وذخائر غير منفجرة، والفرق نزعت خلال أسبوع 1712 ذخيرة غير منفجرة، و29 عبوة ناسفة.
وتشير تقارير حكومية إلى عدد ضحايا الألغام الحوثية تجاوز 3400 حالة، وأن عدد القتلى تجاوز 2700، بينهم 148 امرأة، و279 طفلاً، فيما بلغ عدد المصابين 700، عدد كبير منهم من الأطفال.
وقال مصدر حكومي في جلسات مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة المقامة في جنيف الشهر الماضي، إن الحوثيين مازالوا مستمرين في العبث بأمن اليمن، وترويع الآمنين من المدنيين في مواقع متنوعة، مضيفاً: «تفرض اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد المعروفة باسم (اتفاقية أوتاوا) عام 1997، حظراً كاملاً على استخدام وتصنيع وتخزين الألغام المضادة للأفراد».
وشدّد المصدر على أن ميليشيات الحوثي لم تراعِ أي اتفاقات أو قوانين، وحولت القرى والمدن إلى حقول من الألغام في كل مكان حتى البنى التحتية والمزارع وفي المناطق المأهولة بالسكان وحتى داخل البيوت نفسها، إضافة إلى الألغام البحرية وفي أماكن الاصطياد.
وأكد أنه جراء العبث الحوثي في اليمن، فقد سقط على أثر ذلك أعداد كبيرة من المواطنين بينهم نساء وأطفال، منهم من فارق الحياة ومنهم من أصيب بعاهات بسبب بتر أطرافه، موضحاً أن الميليشيات تزرع الألغام المتفجرة بطريقة عشوائية ومن دون خرائط ودون وجود سجل ينظم ذلك.
وفي السياق نفسه، شدّدت رئيسة لجنة المنظمات غير الحكومية التابعة للأمم المتحدة، أستريد ستوكلبيرغر، على أن المواطنين اليمنيين تحولوا إلى سجناء في منازلهم بسبب تخوفهم من وجود الألغام، مضيفة أن زراعة الألغام التي تقوم بها المليشيات الحوثية منافية لأي أعراف دولية.