مكافحة الفساد.. المهمة الأصعب أمام الجنوب بعد شرعية الإصلاح
ينتظر المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من الملفات الصعبة التي سيواجهها في فترة ما بعد انتهاء شرعية الإصلاح والتي حاولت أن تثير الفوضى في الجنوب أثناء هيمنتها على الشرعية وهو ما انعكس على مستوى الخدمات العامة في المحافظات المحررة، بجانب تفشي الفساد بصورة كبيرة داخل الوحدات المحلية التي كان يرأسها عناصر تابعين للإصلاح.
على مدار السنوات الخمس الماضية تأثرت القطاعات الخدمية بفساد الإصلاح، وهو ما انعكس على قطاع النقل تحديداً والذي عاني ويلات فساد المدعو الجبواني، الذي سخر كل جهوده لإفشال وسائل النقل تنفيذاً لمخطط إخواني سعى لإثارة المواطنين ضد التحالف العربي الذي قدم كل الدعم للشرعية ولم يقصر في تقديم أي مساعدات مالية أو إنسانية أو عسكرية.
بجانب أن البنية التحتية لمحافظات الجنوب أضحت في حالة يرثى لها بعد أن عمل بعض المحافظين وعلى رأسهم محافظ أرخبيل سقطرى الإخواني، رمزي محروس، على تدمير البنية التي تشكل أساس حياة المواطنين، بجانب القطاعات المرتبطة بالكهرباء والطاقة والتي كانت كفيلة بإدخال الجنوب في ظلام دامس لولا جهود المجلس الانتقالي ودولة الإمارات العربية المتحدة.
نتيجة لكل هذه المشكلات قرر المجلس الانتقالي الجنوبي أن يولي اهتماماً بمكافحة الفساد، وعقد رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، عضو هيئة الرئاسة اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، ، اليوم الإثنين، لقاءا مع رئيس المفوضية الجنوبية المستقلة لمكافحة الفساد، الدكتور زيد قاسم ثابت، وعدد من أعضاء المفوضية.
واتفق الطرفان على التنسيق والعمل المشترك بين المفوضية الجنوبية لمكافحة الفساد والمجلس الانتقالي، وقدم بن بريك خلال الاجتماع شرحاً مفصلاً عن مجريات الأحداث والتطورات السياسية على الساحة الجنوبية بشكل عام .
وأشار بن بريك إلى الجهود التي بذلها الوفد المفاوض في المملكة العربية السعودية برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي في حوار جدة واتفاق الرياض المزمع توقيعه يوم غد الثلاثاء، والذي لعب دورا محوريا كبيرا لإبراز القضية الجنوبية وإيصالها إلى العالم للاعتراف بها دولياً وإقليمياً وعربياً، مؤكدا أن المجلس الانتقالي على علاقة وطيدة مع دول التحالف.
كما أشاد رئيس الجمعية الوطنية بالجهود الذاتية التي تبذلها المفوضية الجنوبية المستقلة لمكافحة الفساد من خلال تلمس وكشف بواطن العبث والفساد المالي، والإداري المتفشي في جميع المجالات، وعكس جميع الأهداف الثورية على أرض الواقع ومشاركة كل المكونات والأطياف السياسية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني في عملية البناء المؤسسي.
وشدد على ضرورة أن تكون هناك آلية لمراقبة المؤسسات والقضاء على كل بؤر الفساد، وخاصة مشكلة البناء العشوائي الذي طال مدينة عدن وكيفية القضاء على هذا المرض السرطاني الذي ينخر جسد العاصمة الجنوبية.
من جانبه أكد رئيس المفوضية الجنوبية المستقلة لمكافحة الفساد، مباركة المفوضية للنجاح الذي وصلت إليه القضية الجنوبية، وتأييدهم للمجلس الانتقالي، مؤكدين ثبات موقفهم مع قيادة المجلس نحو استعادة الدولة واستقلال الجنوب، ومثمنين الجهود التي تبذل في الخارج والداخل من قبل قيادات المجلس من أجل استتاب الأمن وإعلاء صوت القضية الجنوبية.