كهرباءٌ في سقطرى.. هلال الإمارات الذي أضاء الأرخبيل
في الوقت الذي تحمل فيه المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة التابعة لحكومة الشرعية مخططات تآمرية ضد أرخبيل سقطرى، تواصل دولة الإمارات دعمها الإغاثي للمحافظة.
وقدَّمت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمًا جديدًا للقطاع الخدمي في محافظة أرخبيل سقطرى، حيث أفادت مصادر محلية في الأرخبيل بأنَّ مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية قدَّمت ثلاثة مولدات كهربائية بقوة ثلاثة ميجاوات، لدعم المنظومة الكهربائية في مدينة حديبو عاصمة المحافظة.
المولدات الجديدة تدخل الخدمة مع الانتهاء من تركيبها، حيث ستساهم في رفع الطاقة التوليدية إلى 4 ميجاوات، وبالتالي ستتم مضاعفة ساعات التشغيل بواقع 24 ساعة يوميًّا، بعد أن كانت ست ساعات فقط.
وأوضحت المصادر أنّه سيجرى فصل منطقة مصاقبهن عن منظومة كهرباء حديبو، حيث سيتم تغذيتها بالمحطة البديلة (الشمسية)، التي ستدخل الخدمة قريبًا، لتكون بذلك أول مدينة توفر الطاقة النظيفة، بدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه شركة "ديكسم باور" التابعة لمؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية أعمالها منذ أكثر من شهرين، لتمديد شبكة الكيبلات الأرضية الحديثة وتركيب العديد من المحولات الكهربائية في الحارات والمناطق ذات الكثافة السكانية، لتعزيز نظام توزيع الطاقة في العاصمة حديبو وضواحيها.
وتواصل الإمارات، ممثلة في مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، جهودها الإنسانية والإغاثية في مديريات أرخبيل سقطرى كافة.
وتنفذ المؤسسة عدة مشروعات خدمية طارئة من أجل التخفيف من معاناة أهالي مديرية "قلنسية"، ثانية كبريات مدن جزيرة سقطرى في مجالات الصحة والكهرباء والطرقات والتعليم ومجالات خدمية أخرى مرتبطة بحياة المواطنين في المديرية.
وتفقد فريق إماراتي تابع لمؤسسة "خليفة الإنسانية" عددًا من المشروعات التي يجري تنفيذها في "قلنسية"، واستمع من القائمين على المشروعات على مستوى الإنجاز والمتطلبات اللازمة من أجل إنجازها في الوقت المحدد.
وزار فريق المؤسسة مستشفى "قلنسية العام"، وتفقد جميع أقسامه الصحية، واطلع على الخدمات الطبية المقدمة لأبناء المديرية والقرى المجاورة لها، وأكد الفريق استمرار تقديم الدعم والمساندة من أجل إنعاش الخدمات الطبية، وتحسين المستشفى كونه يعد من المرافق الصحية المهمة التي تغطي مساحات كبيرة، وتقدم خدمات جليلة للمئات من الأسر القاطنة في المديرية والمناطق المحيطة بها، موضحًا أنّ هناك دعمًا قادمًا يتضمَّن احتياجات ونواقص طبية وأجهزة ومستلزمات صحية ضرورية من أجل الارتقاء في تقديم الخدمات العلاجية.
وثمن مدير المستشفى الدكتور أحمد سعيد القدمي الدعم السخي والمتواصل الذي تقدمه مؤسسة خليفة الإنسانية الذي أسهم بشكل كبير في إنعاش الخدمات الطبية في أقسام المستشفى، موضحّا أنّ الأشقاء في الإمارات كانوا سبّاقين في تلمس احتياجات المستشفى، وتقديم الدعم اللازم له لاستعادة نشاطه الطبي بشكل متكامل.
كما اطلع فريق المؤسسة، خلال زيارته الميدانية على "جسر قلنسية" الذي تضرر بعد إعصار "مكونو" الذي ضرب الجزيرة منتصف العام الماضي، وما نتج عنه من إعاقة حركة السير بشكل أمن، حيث تسبَّبت الأضرار التي لحقت بالجسر الرئيس الواصل إلى المديرية بحوادث كثيرة أدت إلى أضرار وخسائر بشرية ومادية كبيرة.
وأوضح المهندس صباح محمد عبدالكريم، أحد مهندسي المؤسسة، أن العمل بصيانة الجسر سيبدأ خلال الأيام المقبلة مع نهاية موسم الأمطار وسينتهي العمل به خلال 30 يومًا، حسب الدراسة التي أجرتها المؤسسة خلال الفترة الماضية، موضحًا أنّ عملية صيانة الجسر تأتي ضمن حزمة مشروعات مماثلة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية في الطرقات المتضررة جراء الأعاصير والأمطار الغزيرة التي شهدتها الجزيرة خلال السنوات الماضية.
واطلع فريق المؤسسة أيضًا على محطتي توليد الطاقة ومحطة الوقود الرئيسة في "قلنسية"، وذلك ضمن الجهود المستمرة التي تقدمها المؤسسة لتحسين المحطة، بما يسهم في استقرار توليد التيار الكهربائي بالمديرية.
وأكد المهندس مبارك جمعان باحوارث مدير الكهرباء في مديرية قلنسية، أن كهرباء المدينة شهدت نقلة نوعية عما كانت عليه في السابق من حيث الأداء ونظام التشغيل، موضحًا أنّ الكهرباء كانت تعمل بنظام تشغيل 12 ساعة جراء محولات الكهرباء القديمة والمتهالكة، لافتًا إلى أنّ دعم الإمارات بالمحولات والمولدات عزز من عملية توليد الطاقة، وباتت الكهرباء تعمل اليوم بنظام تشغيل 24 ساعة.
وأشار إلى أن الدعم الإماراتي أسهم في تغطية العجز في توليد الطاقة بمعدل 10 أضعاف مما كانت عليه سابقًا، مؤكدًا أنّ هناك مشروع "الكيبل الأرضي" للكهرباء والذي جرى الانتهاء من مرحلته الأولى وفي بداية المرحلة الثانية المتضمنة تركيب الخطوط المنخفضة والذي سيسهم في تعزيز خدمة الكهرباء وعدم انقطاعها مستقبلًا.
وأكَّد فريق المؤسسة عقب زيارته مديرية "قلنسية"، أن هناك مشروعات تنموية أخرى سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة، وتتضمن مشاريع الطاقة الشمسية وكاسر الأمواج وجمعية النساء ومركز مبيعات لمادة الغاز، و"سوبر ماركت" للمواد الغذائية بأسعار تناسب دخل الأهالي.
وعبر أهالي مديرية قلنسية عن شكرهم وتقديرهم للجهود الإنسانية والتنموية التي تقدمها الإمارات لصالح إنهاء معانتهم، مشيرين إلى أن ما تقدمه مؤسسة "خليفة الإنسانية" خفَّف الكثير من معاناتهم، وأعاد إليهم الأمل بالحياة بأمن واستقرار، وأكدوا أن الإمارات أسهمت في الارتقاء بأرخبيل سقطرى نحو غدٍ مشرق ومواكبة التقدم التكنولوجي الحديث، مشيرين إلى أن وجود المؤسسة في سقطرى يعطي الجزيرة رافدًا تنمويًّا وإغاثيًّا وإنسانيًّا نبيلًا.
في المقابل، قام أهل سقطرى بالكثير من التظاهرات ضد السلطة الإخوانية الغاشمة المحتلة للمحافظة، في ظل محاولات مستميتة من قِبل حزب الإصلاح لضرب الاستقرار في الجزيرة ونقل شرارة التوتّر وبخاصةً أنّ المليشيات الإخوانية لها سوابق في إشعال توتّرات وصدامات جانبية بعيدًا عن المعركة الأساسية ضد المليشيات الحوثية، وذلك بهدف إحكام سيطرتهم على تلك المناطق على غرار ما يقومون به في محافظة تعز.
وعلى مدار الأشهر الماضية، كثّف حزب الإصلاح من من تحركاته وتحرشه بسقطرى ما أثار غضب الأهالي، لا سيّما أنّ الجزيرة بدأت تسلك طريقها تدريجيًّا نحو التنمية وتتجاوز ضعف مرافقها وبناها التحتية وتنشّط دورتها الاقتصادية، بفعل مساعدات كبيرة من دولة الإمارات العربية المتحدة.