اتفاق الرياض.. الجنوب يفتح ذراعيه للسلام والتنمية
رأي المشهد العربي
يمثل توصل المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية إلى اتفاق الرياض على أن هناك رغبة جنوبية في أن يحل السلام والتنمية والإعمار كافة أرجاء البلاد، وهو ما يؤكد على أن أبناء الجنوب هم بالأساس دعاة سلام وليس حرب، وأنهم دائما يكونوا في موقف الدفاع عن النفس وليس الهجوم، ولعل بقاء قادة المجلس الانتقالي لمدة شهرين في الرياض أكبر دليل على ذلك.
المجلس الانتقالي الجنوبي كان أول من رحب بدعوة المملكة العربية السعودية للحوار في أعقاب أحداث أغسطس الماضي، وبالرغم من أن الشرعية تهربت ورفضت الجلوس على طاولة مفاوضات واحدة، غير أنه أجهض رغبة القوى السياسية المحسوبة على الإصلاح داخلها في إفشال الوصول إلى سلام، ومن ثم جاء قرار قبول الدعوة الثانية التي وجهت خلال شهر سبتمبر الماضي.
المجلس الانتقالي الجنوبي كان أول من استجاب لدعوات إيقاف المعارك مع مليشيات الإصلاح، بل أنه ركز على تأمين الجبهة الداخلية من أي اعتداء وواجه ببسالة الإرهاب المزدوج من قبل الحشود التي جاءت من مأرب وتعز وكذلك حشود الحوثي في الضالع، وتمسك بالسلام على الجانب الآخر من دون أن يتراجع خطوة إلى الوراء، ما يبرهن على أن السلام هو الهدف الأساسي وليس الدماء.
أبناء الجنوب الذين خرجوا في مسيرات احتجاجية سلمية على مدار الأشهر الماضية كان هدفهم الأساسي هو إحلال السلام وطرد المحتل وتقديم كلمات الشكر للتحالف العربي باعتباره راعياً له، لم يقم أحد باستخدام العنف، لم تشهد تلك المظاهرات الطاهرة أي نوع من التخريب، لم ينتج عنها إرهاب في وقت تعرضوا هم فيه للإرهاب.
ما يميز أبناء الجنوب أن لديهم من الوعي السياسي والفكري والثقافي الذي يجعلهم أكثر وعياً بأهمية السلام، لكنهم في الوقت ذاته شعب أبي يستطيع فرض إرادته متى شاء، وهو ما يجعل السلام وقفاً لرؤية أبناء الجنوب هو الأقرب تحقيقاً لأنه نابع من الدفاع عن قضية عادلة ولا يبحث عن غزو أو انتقام أو احتلال.
التوقيع على اتفاق الرياض، يفتح آفاقا واسعة أمام القضية الجنوبية ويعزز ما تحقق من انفتاح إقليمي ودولي تجاه القضية وحاملها السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي، فضلا عن أنه يتضمن ترتيبات تعزز من استقرار الجنوب وبناء مؤسساته واستكمال تحريره من الجماعات الإرهابية والقوى الراعية لها، وهو ما يكون كفيلاً لإحلال السلام المنشود.