إغاثات الإمارات في الساحل الغربي.. أكسجين ينبض بالحياة
لم تكترث دولة الإمارات العربية المتحدة بالحملات الشيطانية الممنهجة التي تستهدفها من قِبل حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، وواصلت جهودها الإغاثية على أكثر من جهة.
"الهلال الأحمر الإماراتي أكسجين حياة المبعدين في الساحل الغربي".. هكذا وصف الناطق الرسمي لألوية العمالقة مأمون المهجمي الجهود الإغاثية الهائلة التي قدّمتها الإمارات عبر ذراعها الإنسانية "الهلال الأحمر".
المهجمي قال في بيانٍ اطلع عليه "المشهد العربي": "لا يتوارى هلال الإنسانية من تقديم يد العون في الحالة الحرجة وللأسر الأشد فقرًا، فقد وصل الهلال إلى خلف الأضواء لينقذ أنفسًا في رمقها الأخير".
وأضاف: "تتوافد قافلات الهلال الأحمر الإماراتي إلى خلف الأضواء في الساحل الغربي وتغيث أنفسًا تكاد أن ترى الجوع أسوأ مرضًا والأكل هو الدوا.. لم يدع الهلال الأحمر بيتًا في صحراء أو عشًا في الخلاء بالساحل الغربي إلا وأدركه بالنصيب الوافر والعطاء".
وتابع: "وكذا يصل الهلال إلى منطقة المقاحطه غرب شمال مدينة حيس في منطقه أشد رمال وصحراء مع الرغم من أنها منطقة غير آمنه من شبكات الألغام المتنوعة إلا أن الهلال الأحمر وصل في مكان لا يتوقع الوصل إليه".
وعلى مدار سنوات، قدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة جهودًا عظيمة على الصعيدين الإغاثي والعسكري، ضمن صفوف التحالف العربي، إذ أسهمت عسكريًّا في تحرير أجزاء واسعة من اليمن وتطهيرها من مليشيا الحوثي، من خلال دعم المقاتلين وتجهيزهم وإسنادهم برًا وبحرًا وجوًا.
وسجلت الجبهات التي أشرفت عليها دولة الإمارات، بحسب مصادر عسكرية، انتصارات متسارعة وعلى أكثر من صعيد، إذ كانت البداية من العاصمة عدن في منتصف مايو 2015 عندما بدأت طلائع القوات الإماراتية تصل المدينة وتقاتل إلى جوار المقاومة الجنوبية لتحرير العاصمة عدن ثم تحرير لحج وأبين وصولًا إلى الساحل الغربي والحديدة.
القوات الإماراتية كان لها كذلك دور بارز في إعادة ترتيب صفوف المقاومة الجنوبية وتسليحها ودعمها وتشكيل الألوية العسكرية، وهو الأمر الذي سهّل تحرير محافظات الجنوب وباب المندب وسد مأرب وصولًا إلى المخا وتلاها مدينة الحديدة.
وخلال معارك دحر المليشيات الحوثية، قدّمت الإمارات تضحيات جسمية واستشهد عددٌ من جنودها البواسل في هذه المعارك، ولم يقتصر الأمر على تحرير المحافظات من مليشيا الحوثي، بل كانت المهمة الأصعب هي تأمين المحافظات المحررة وتطهيرها من الجماعات الإرهابية.
في هذا الجانب، لعبت الامارات دورًا محوريًّا بدعم قوات خاصة لتأمين محافظات الجنوب وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش.
وشهدت محافظات الجنوب تراجعًا كبيرًا لتواجد الجماعات الإرهابية فيها، إذ تمّ طرد تنظيم القاعدة من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، بالإضافة إلى مطاردة فلول التنظيم في شبوة ولحج وأبين والعاصمة عدن، وهو ما ساهم في تراجع رقعة سيطرة الجماعات الإرهابية وانعكس بشكل إيجابي على الأمن في المحافظات المحررة بتراجع العمليات الإرهابية بنسبة تصل إلى أكثر من 90%.
لم يقتصر دور الإمارات على العمليات العسكرية، بل كانت بنفس الوقت ومنذ بداية عاصفة الحزم تقوم بدور إنساني كبير لإنقاذ المدنيين والتخفيف من معاناتهم وعلى مسارات مختلفة، حيث ساهمت ومن خلال أذرعها الإنسانية المتمثلة في هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة خليفة بن زايد في إغاثة المواطنين، وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة منذ الساعات الأولى لتحريرها.
واتبعت دولة الإمارات استراتيجية واضحة في العمل الإغاثي والإنساني تمثلت في تكثيف نشاطها وجهودها منذ اللحظات الأولى لتحرير المحافظات ودحر عناصر المليشيا الحوثية منها.
هذه الاستراتيجية التي بدأتها الإمارات في العاصمة عدن امتدت اليوم لتصل إلى الحديدة، حيث كثّفت هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد جهودهما ليس فقط لإغاثة أبناء المحافظات المحررة، بل لتطبيع الحياة في هذه المحافظات من خلال دعم القطاعات الخدمية الأساسية كالكهرباء والماء وقطاعي الصحة والتعليم.
وساهمت هذه الجهود في استقرار المناطق المحررة وعودة الحياة فيها إلى طبيعتها، رغم محاولات بعض القوى السياسية الانتهازية تعطيل تلك الجهود أو التقليل منها.
كل هذه الجهود الإماراتية المقدرة، يبدو أنّها لم ترق إلى "إخوان الشرعية" الذين عملوا ليل نهار على تشويه دور أبو ظبي، ووجّهوا إليها الكثير من الافتراءات والأكاذيب، في محاولة لتفكيك التحالف العربي؛ تنفيذًا لمؤامرة قطرية وتركية.