هجوم المخا.. إعلان حرب حوثي ينسف جهود السلام
واصلت مليشيا الحوثي الانقلابية تصعيدها المسلح المستمر، على النحو الذي يُجهض أي فرص لتحقيق السلام، في وقتٍ تُنتَقد فيه الأمم المتحدة لاكتفائها بمجرد بيانات إدانة.
ففي تحدٍ سافر للاتفاقات وجهود المجتمع الدولي المبذولة لإحلال السلام، أقدمت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًّا، مساء الأربعاء، على ارتكاب جريمة إرهابية تمثلت في استهداف مدينة المخا في الساحل الغربي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة تم التصدي لمعظمها بنجاح.
وأسفر الهجوم الحوثي الغادر عن سقوط بعض الصواريخ والطائرات على أحياء سكنية ومخيم للنازحين ومركز طبي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود.
وردًا على الهجوم، قالت القوات المشتركة في الساحل الغربي - في بيانٍ اطلع عليه "المشهد العربي": "إزاء هذا العمل الإجرامي الجبان فإنّنا في قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، نعتبر هذا الاعتداء الإرهابي إعلان حرب، ونسفًا لكل الاتفاقات والجهود التي بذلت لإحلال السلام في اليمن".
وأضافت القوات المشتركة في بيانها: "نحذر المليشيات الحوثية ومن يقف خلفها داعمًا ومساندًا بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وسنرد الصاع صاعين، وأنّ أي رهان لها في جبهة الساحل الغربي هو رهان خاسر، لا سيما وقد استطاع أبطال القوات المشتركة تلقين العدو درسًا قاسيًّا، وإفشال العديد من التسلات، في محور الدريهمي وقتل وجرح العشرات منهم".
وحمّل البيان، مليشيا الحوثي مسؤولية هذه الاعتداءات وما قد يترتب عليها من نتائج، وقال: "نجدد العهد بأننا سنقوم بواجبنا الوطني والديني لحماية المواطنين الذين يتعرضون لهذه الاعتداءات الإرهابية وبتر أيدي مرتكبيها ليكونوا عبرة لمن تسول لهم أنفسهم المساس بأرواح المواطنين الآمنين وممتلكاتهم".
وأضافت القوات المشتركة: "أمام هذه التداعيات الخطيرة نطالب الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الجرائم والمسارعة إلى إدانتها صراحة واتخاذ الإجراءات المناسبة لردع مرتكبيها وبخاصةً أنّ هذه الاعتداءات أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح، كما ألحقت أضرارًا مادية في مركز طبي ومخزن للأدوية".
هذا التصعيد الحوثي الحاد، وهو غير مستغرب بشكل أو بآخر، يقابل باكتفاء أممي بالإدانة فقط، على النحو الذي يعتبر رخصة أممية للمليشيات الحوثية بأن تتمادى في هذا الغي الفتاك.
وقبل يومين، أدان رئيس الفريق الأممي للجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة الجنرال أباهيجيت جوها، خروقات وقف إطلاق النار في المناطق المتفق عليها، ودعا - في بيان - جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، على النحو المتفق عليه في اتفاقية ستوكهولم في ديسمبر 2018.
وقال جوها: "نحن نُدين أية خروقاتٍ تحدث في المناطق المُتفق عليها في اتفاق الحديدة، سواء أكانت تلك الخروقات في الجو أو في البحر أو البر"، وأشار إلى أنّه كان للحوادث الأخيرة تأثير سلبي على سكان محافظة الحديدة، مؤكِّدًا أنّه يجب الامتناع عن القيام بذلك بأي ثمن.
وحثّ رئيس لجنة إعادة تنسيق الانتشار، الأطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس، وتجنب أي تصعيدٍ للوضع ومواصلة دعم الجهود المستمرة للحفاظ على وقفِ إطلاق النار في الحديدة، ودعا جميع الأطراف إلى دعم مهام المراقبة التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في الحُديدة وتوفير حرية التنقل الضرورية لموظفي البعثة للقيام بذلك.
البيان الأممي يرد على ما شهدته الأيام الماضية، من مقتل عدد من المدنيين جراء انفجار ألغام زرعها الحوثيون في الطرق العامة، فضلًا عن قصف عشوائي شنته في مختلف المناطق، بما في ذلك استهداف نقاط المراقبة الأممية.
وتوجّه العديد من الاتهامات للأمم المتحدة بأنّها تتساهل أمام المليشيات الحوثية على النحو الذي يساعدها على الاستمرار في هذه الهجمات الإرهابية التي تُجهِض أي فرص نحو إحلال السلام الشامل.
ومنذ أن تمّ توقيع اتفاق السويد في ديسمبر من العام الماضي، ارتكبت المليشيات الحوثية أكثر من 12 ألف خرق لبنود الاتفاق، وهو ما قضى على فرص التوصُّل إلى حل سياسي.