اشتباكات الإخوان في معسكر عكد.. مليشياتٌ تحاول بعثرة الأوراق
فضحت الاشتباكات التي تشهدها معسكرات المليشيات الإخوانية الانهيار الحاد الذي نال من هذا الفصيل بعد التوصّل إلى اتفاق الرياض، بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية.
تجلّى هذا الواقع فيما شهده معسكر عكد بمحافظة أبين في الساعات الماضية، إذ اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر المليشيات الإخوانية الإرهابية فيما بينها داخل المعسكر.
وفي التفاصيل، حاولت كتيبة تابعة للمليشيات من محافظة مأرب يقودها شخص اسمه "ابوحنظلة " السيطرة على كافة السلاح والأطقم العسكرية بالمعسكر والعودة بها إلى محافظة مأرب ، وذلك عقب وصول توجيهات بالانسحاب بعد توقيع اتفاق الرياض.
وأثناء محاولة الكتيبة الخروج من المعسكر، وجدت رفضًا من حراسات البوابة للخروج وهم من أبناء المنطقة لتندلع بعدها اشتباكات بين الطرفين.
وبحسب مصادر عسكرية، فقد أوقفت الحراسة، كتيبة "أبو حنظلة" ورفضت خروجها من المعسكر لحين تسليم السلاح والأطقم العسكرية وهو ما أدى إلى تصاعد الاشتباكات، فيما أكّدت المصادر أنَّ كتيبة أبو حنظلة مازالت داخل المعسكر وترفض تسليم أسلحتها وأن الأوضاع لا تزال متوترة.
المحاولات الإخوانية لنهب وسرقة المعسكرات يمكن النظر إليها بأنّها التفاف على اتفاق الرياض، إدراكًا من هذا الفصيل بحجم خسائره الكبيرة على الصعيدين السياسي والعسكري جرّاء هذه الخطوة المهمة، وإزاء ذلك تحاول المليشيات الإخوانية بعثرة الأوراق وتصعيد العنف على الأرض.
وفيما يعتبر اتفاق الرياض خطوة شديدة الأهمية في مسار ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما حرّفتها المليشيات الإخوانية، فقد مثّلت هذه الخطوة صفعة قوية على وجه الإخوان والحوثيين.
المحادثات التي جرت في مدينة جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية والتي أفضت إلى اتفاق الرياض الذي تمّ التوقيع عليه أمس الأول الثلاثاء، كان الهدف توحيد وضبط جبهة الحرب على المليشيات الحوثية، ما يعني أنّ حزب الإصلاح الإخواني وكذا المليشيات الحوثية خرجا خاسرين من هذا النزال السياسي.
ويمكن القول إنّ اتفاق الرياض يعتبر بمثابة حكم الإعدام لمشاريع الحوثي والإخوان، كما عبّر الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم الذي قال: "بعد تحرير عدن مباشرة وطرد الحوثيين حاولت التنظيمات الإرهابية الموالية للإخوان بسط نفوذها على مناطق الجنوب كبديل للحوثيين، تمّ إفشال مؤامرة الإخوان وتدمير كُل مخططات الفوضى بأيدي المقاومة الجنوبية وبدعم لا محدود من الإمارات.. اتفاق الریاض بمثابة حكم الإعدام لمشاريع الحوثي والإخوان".
وهناك الكثير من الأسباب التي دفعت "الإصلاح" لمحاولة إفشال اتفاق الرياض خلال الفترة الماضية، أهمها أنّه يقضي على مستقبل نفوذه في الحكومة، كما أنّه يضبط مسار الحرب على الحوثيين وهو ما يعتبر ضربة قاسمة للحزب الإخواني الذي ارتمى في أحضان الانقلابيين فاتفقت مصالحهما على الأرض، وبالتالي يمثّل استمرار الحرب أمرًا مهمًا لهما.