هجوم المخا وغلق المستشفى.. قراءة أخرى في الهجوم الحوثي البشع
لم يقتصر الإرهاب الحوثي في الهجوم الغادر على مدينة المخا بالساحل الغربي على أضرار طالت بشرًا وحجرًا، لكن الأمر وصل إلى تهديد الصحة العامة في المدينة وحرمان السكان من احتياجات ضرورية، وذلك بعدما قررت منظمة أطباء بلا حدود تعليق أعمالها هناك.
المنظمة قالت في بيانٍ اطلع عليه "المشهد العربي"، إنّ مستشفى تديره "أطباء بلا حدود" تضرَّر جرّاء هجوم استهدف مباني على مقربة منه، موضحةً أنّه لم تُسجّل أي إصابات أو وفيات بين طاقم ومرضى المنظمة.
"أطباء بلا حدود" أعلنت في بيانها، أنّها قررت تعليق الأنشطة في المستشفى في الوقت الحالي، وأنّ فرق المنظمة تعمل على نقل المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى وقت وقوع الحادث إلى مرافق أخرى.
يُشار إلى أنّ منظمة أطباء بلا حدود افتتحت مستشفى المخا في أغسطس 2018، لتقديم الرعاية الطارئة والجراحية للمرضى المصابين بجروح مرتبطة بالنزاع، ولتلبية احتياجات أخرى كعمليات الولادة القيصرية في الولادات المعقدة.
تعليق المنظمة لأعمال هذه المستشفى هي خسارة لكثير من المستفيدين الذين تلقوا رعاية صحية هناك، وهو ما يعتبر جريمة حوثية جديدة، تنضم إلى سلسلة الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات ضد القطاع الصحي على مدار سنوات عديدة.
وكانت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًّا قد أقدمت مساء الأربعاء، على ارتكاب جريمة إرهابية تمثلت في استهداف مدينة المخا في الساحل الغربي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة، في تحدٍ سافر للاتفاقات وجهود المجتمع الدولي المبذولة لإحلال السلام.
وأسفر الهجوم الحوثي الغادر عن سقوط بعض الصواريخ والطائرات على أحياء سكنية ومخيم للنازحين ومركز طبي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود.
وردًا على الهجوم، قالت القوات المشتركة في الساحل الغربي - في بيانٍ اطلع عليه "المشهد العربي": "إزاء هذا العمل الإجرامي الجبان فإنّنا في قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، نعتبر هذا الاعتداء الإرهابي إعلان حرب، ونسفًا لكل الاتفاقات والجهود التي بذلت لإحلال السلام في اليمن".
وأضافت القوات المشتركة في بيانها: "نحذر المليشيات الحوثية ومن يقف خلفها داعمًا ومساندًا بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وسنرد الصاع صاعين، وأنّ أي رهان لها في جبهة الساحل الغربي هو رهان خاسر، لا سيما وقد استطاع أبطال القوات المشتركة تلقين العدو درسًا قاسيًّا، وإفشال العديد من التسلات، في محور الدريهمي وقتل وجرح العشرات منهم".
وحمّل البيان، مليشيا الحوثي مسؤولية هذه الاعتداءات وما قد يترتب عليها من نتائج، وقال: "نجدد العهد بأننا سنقوم بواجبنا الوطني والديني لحماية المواطنين الذين يتعرضون لهذه الاعتداءات الإرهابية وبتر أيدي مرتكبيها ليكونوا عبرة لمن تسول لهم أنفسهم المساس بأرواح المواطنين الآمنين وممتلكاتهم".
وأضافت القوات المشتركة: "أمام هذه التداعيات الخطيرة نطالب الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الجرائم والمسارعة إلى إدانتها صراحة واتخاذ الإجراءات المناسبة لردع مرتكبيها وبخاصةً أنّ هذه الاعتداءات أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح، كما ألحقت أضرارًا مادية في مركز طبي ومخزن للأدوية".