خطة الحوثي والثلاثي الشرير.. كيف حاولت إفشال اتفاق الرياض؟
قطر وتركيا وإيران، ثلاث دول لجأت إليها المليشيات الحوثية من أجل إفشال المحادثات التي جرت في مدينة جدة السعودية والتي أفضت إلى اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية.
المحاولات الحوثية لإفشال هذا المسار تجلّت منذ اللحظة الأولى، وذلك لقناعة المليشيات أنّ هذه الخطوة تهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على الانقلابيين، وهو أمرٌ يمثل خطوة أولى على صعيد حسم الحرب عسكريًّا وضبط الأمور سياسيًّا.
في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة أنَّ المليشيات الحوثية حاولت منذ اللحظات الأولى لحوار جدة على عدم نجاح اللقاء وتوحيد الصف، بل حاولوا الاستعانة بدول وأشخاص للتشويش على الحوار ونسف الجهود وإفشال المبادرة، سواء من خلال الإغراءات أو الدعم الإعلامي الذي كان يردد معلومات حول فشل الحوار وتشويهه وغرس الدسائس عبر ذراعهم الإعلامية في تركيا وقطر وإيران.
وحاول الحوثيون بث الشائعات عبر إدعاء حصولهم على معلومات بوجود خلافات كبيرة بين أعضاء الوفدين وتوقف اللقاءات، إلى جانب محاولات إشعال الفتن في الداخل بين أهالي القرى وبعض المحافظات لكنها باءت جميعها بالفشل.
وعمل الحوثيون بكل الطرق والوسائل على التصعيد في الداخل من أجل نسف الاتفاق وفق المصادر التي أشارت في حديثها لصحيفة الوطن السعودية، التي قالت إنّ اتفاق الرياض كسر كل أحلام الميليشيات الإيرانية وبعثر أوراقهم، في وقت يتجرعون علقم الهزائم ونقص المقاتلين وضعف قواهم.
ومنذ اليوم الأول لبدء المحادثات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في المملكة العربية السعودية، كان الهدف الأول لهذا المسار هو ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوّه حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي هذا المسار بشكل كامل.
ومع توقيع الاتفاق أمس الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض، فإنّ المليشيات الحوثية يمكن القول إنّها ستكون الخاسر الأكبر من هذا السياق، بعدما استفاد هذا الفصيل بشكل كبير للغاية من تشويه مسار الحرب من قِبل حزب الإصلاح الإخواني.
يتفق مع ذلك ماجد الشعيبي رئيس المركز الإعلامي لجبهة الضالع الذي قال في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إنّ الخاسر الوحيد من الاتفاق هم الحوثيين ويخشون أن تكون الخطوة القادمة هي توحيد الجهود لإنهاء الانقلاب، وهذا الاتفاق يحرمها من فرصة اللعب على المتناقضات مثلما حاولت العمل في "أغسطس" وما قبلها.
وأضاف الشعيبي: "من جهتنا نؤكد أن جبهات المواجهة ضد الانقلابين في الضالع وفي جميع المحافظات، سوف تزداد ضراوة بعد تحقيق المصالحة السياسية في عدن فور تطبيقها عمليًّا على أرض الواقع".
القيادة السياسية الجنوبية، متمثلة في المجلس الانتقالي، شاركت في هذا المسار منذ اليوم الأول بغية ضبط مسار الحرب على المليشيات الحوثية، وقد صرّح رئيس المجلس الرئيس عيدروس الزبيدي قبيل توقيع الاتفاق أمس الثلاثاء: "نثق بشكل مطلق في حكمة خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، لذلك كنا حريصين على نجاح وساطة المملكة وجهودها من أجل السلام".
وأضاف: "نُوقّع على اتفاق عادل حافظنا فيه على ثوابتنا الوطنية.. من اليوم سيتم توجيه وتركيز الجهود العسكرية نحو صنعاء لمحاربة ميليشيات الحوثي، ولا شك أن تنفيذ اتفاق الرياض سيمكننا من تحقيق انتصارات جديدة ضد التمدد الإيراني".
الرئيس الزبيدي شدّد على أنّ اتفاق الرياض يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة مع التحالف العربي بقيادة المملكة، وأوضح أنّه يهدف لبناء المؤسسات وتثبيت الأمن والاستقرار ورفع المعاناة عن الشعب وكبح مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني.
اتفاق الرياض الذي تأخّر توقيعه بفعل عراقيل إخوانية عديدة، يمكن القول إنّه يؤسّس لمرحلة جديدة في الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما حرّف حزب الإصلاح الإخواني مسار هذه الحرب، وانخرط في تقارب مروّع مع الانقلابيين أطال أمد الحرب إلى الوقت الراهن.