صراعات الأجنحة تبلغ ذروتها.. ماذا بين المشاط والحوثي؟

الجمعة 8 نوفمبر 2019 16:53:44
testus -US

بلغت صراعات الأجنحة في معسكر المليشيات الحوثية ذروتها بعدما احتدت الخلافات بين القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى الذي لم يستلسم لنفوذ القيادي البارز محمد علي الحوثي وما يزال يحاول مزاحمته في صلاحياته وامتيازاته الكبيرة.

وفيما لا تزال أموال المنظمات الدولية محل صراع بين القيادات الحوثية النافذة، فقد أصدر المشاط قرارًا بإنشاء ما يسمى "المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي"، في محاولة لسحب البساط عمّا يسمى الهيئة الوطنية العليا لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية.

وقالت مصادر مطلعة في صنعاء في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إنَّ القيادي الحوثي المشاط يحاول كسر احتكار لوبي محمد علي الحوثي للتعامل مع المنظمات الدولية, وما يحصلون عليه من امتيازات بالعملة الصعبة.

المشاط برر قراراه بتصحيح الاختلالات ورفع مستوى التعاون مع المنظمات الدولية في حين أن القرار يستهدف إلغاء الهيئة التي شكلها محمد الحوثي, والتي يرأسها القيادي الحوثي عبد المحسن الطاووس, أحد أبرز رجال محمد الحوثي، وفق المصادر.

ويحاول المشاط إلغاء تعيينات محمد الحوثي في الهيئة وكسر احتكاره من خلال تشكيل جديد يضم تكوينات جديدة في الهيكلة وبشكل يهمش ويستبعد رجال محمد الحوثي.

غير أن المصادر أكدت أن القيادي النافذ محمد الحوثي لن يستسلم لقرار المشاط, وسيعمل على استيعاب رجاله في الكيان الجديد, إن لم يعمل على إسقاطه.

ويمكن القول إنّ الفترة الأخيرة شهدت تصاعدًا في الخلاقات والانشقاقات بين صفوف قيادات مليشيا الحوثي، على النحو الذي يفضح تهاوي هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.

وقبل أيام، فضح القيادي الحوثي في مدينة الحديدة فؤاد عايش زايد الحجوري، الملقب بـ"أبو البتول" في رسالة تظلم وشكوى، ممارسات الحوثيين وإهانتهم لكل من يعمل معهم وعدم تفريقهم بين شخص خدم معهم لسنوات طويلة وآخر لم يمض يومين معهم، حيث أنَّ مصالحهم الشخصية هي ما يهمهم فقط.

وأكد القيادي الحوثي، أنَّ المليشيات تجاوزوا الأعراف فسلبوا أحد قادتهم سلاحه وأجبروه على توقيع استمارة توريد سلاح بالقوة، وفي ذلك عدم ثقة وإهانة كبيرة لذلك القيادي، وأضاف أنّ طرق تعاملهم فيما بينهم تكشف عن كذب مسيرتهم ونصرتهم للمظلومين.

تصاعُد حدة الخلافات والاشتباكات التي تحدث داخل المعسكر الحوثي، يُلاحظ أنّها تتم إثر خلافات على أموال أو نفوذ، وهما سببان أشعلا - قبل أيام - مواجهات محتدمة بين قيادات حوثية في محافظة إب، أسفرت عن إصابة سبعة مسلحين على الأقل في مواجهات وكمائن، إثر خلافات بين مشرفي المليشيات في مديريتي العدين وحزم العدين.

الخلافات نشبت بين مشرف الحوثيين بمديرية حزم العدين مناع الشعوري، المكنى "أبو فارس"، وبين مشرف مديرية العدين شاكر الشبيبي، المكنى "أبو بشار الشبيبي"، على تبعية النقاط الممتدة على طول الخط الرابط بين المديريتين وعوائدها، تطورت إلى مواجهات مسلحة.

واندلعت المواجهات بين الجانبين في حاجز تفتيش للمليشيات بمنطقة بني عبدالسلام، التابعة لمديرية حزم العدين، بعد أن أقدم الشعوري على تغيير عناصر النقاط المسلحة، فأصيب اثنان من أنصار الشبيبي، بينهم مسلح يدعى إبراهيم القعباني.

وبعد الحادثة، نصب عناصر الشبيبي كمينًا مسلحًا لآخرين تابعين للشعوري، أسفر عن جرح خمسة مسلحين، بينهم سمير الشعوري، ورهيب الشعوري، وضيف الله الرهمي.

وأشارت المصادر إلى تسابق الطرفين للسيطرة على نقاط الخط الرابط بين المديريتين وتحويلها إلى مصادر دخل من خلال فرض إتاوات مالية على التجار والمواطنين.

الاقتتال الحوثي - الحوثي أمرٌ ليس بالغريب على "إب" تحديدًا، فالمحافظة شهدت قبل بضعة أيام تصاعدًا في صراعات الأجنحة بين المليشيات، حيث قتل قياديان حوثيان في مديرية المخادر شمالي محافظة إب، وأصيب آخرون برصاص مسلحين حوثيين.

تفاصيل الواقعة تعود إلى إطلاق مسلحين حوثيين وابلًا من الرصاص على مشرف المليشيات في مدينة الدليل بمديرية المخادر المدعو سعد محروق والقيادي الحوثي أمين حسان الشبيبي، المعين من قبل المليشيات ضابط المباحث في إدارة أمن المخادر، ما أدّى إلى مقتلهما وإصابة آخرين.

وأطلق أحد المسلحين الرصاص في الهواء حيث كان القيادي الحوثي "محروق" في السوق وحدث هرج أثناء إطلاق النار وانشغال الناس بالحادث الذي كان مقصودًا، فيما كان مسلح آخر ملثم يصوب بندقيته على رأس القيادي الحوثي ليسقط قتيلًا على الفور، وأصيب القيادي الحوثي الشبيبي إصابة بالغة نقل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج لكنه فارق الحياة بعد وصوله للمستسقى.

وفي يونيو الماضي، شهدت المحافظة مواجهات دموية أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيات، بينهم القيادي الحوثي إسماعيل عبدالقادر سفيان الذي عيّنته المليشيات وكيلًا للمحافظة، حيث سقط قتيلًا في تلك المواجهات.

ومؤخرًا، أخذ الصراع الحوثي في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسلطة الانقلابيين أشكالاً جديدة ومناحي عدة، وبخاصةً بين ما يسمى جناح صنعاء والمحافظات الأخرى من جهة، وجناح المشرفين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة.

ومعظم الصراعات التي برزت بشكل واضح داخل صفوف الحركة الحوثية هي إمّا صراعات على أموال جمعت بطريقة غير قانونية وإما صراعات على الهيمنة والنفوذ والسلطة لجهة تقاطع مصالح القيادات، وتناقض أهدافها، وعدم وجود رؤية موحدة تجمعها.