جرائم إخوانية في تعز.. قتل خارج نطاق القانون
واصلت المليشيات الإخوانية انتهاكاتها القمعية التي تستهدف معارضي حزب الإصلاح في محافظة تعز، والتي وصلت إلى حد القتل.
أحمد الجبري انضم إلى سلسلة ضحايا الإخوان، حيث توفي قبل ساعات متأثرًا بإصابته خلال مداهمة مليشيا تابعة لحزب الإصلاح لمنزله وإطلاق النار عليه أمام والدته وأخذهما إلى السجن قبل أيام.
"الجبري" تمت مداهمة منزله قبل أيام من قبل اللجنة الأمنية ومليشيا الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح في وادي الدحي، وقد توفي متأثرًا بإصابته أثناء المداهمة، حيث تم إطلاق النار عليه وأخذ والدته إلى إدارة الأمن.
وفي الوقت الذي جمّد فيه حزب الإصلاح للحرب على المليشيات الحوثية تأكيدًا على علاقات التقارب والتنسيق بين هذه الفصيلين الإرهابيين، فقد ارتكب العديد من الانتهاكات التي تستهدف السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وسبق أن أكدت تقارير محلية ودولية بما فيها تقرير خبراء الأمم المتحدة، ارتكاب المليشيات الإخوانية جرائم وانتهاكات جسيمة بحق المواطنين، ومن بينها عمليات اغتصاب للأطفال، قتل خارج القانون، وسجون سرية.
وكانت المليشيات الإخوانية قد أقدمت قبل أيام، على اختطاف والدة الطفل "إيهاب" الذي تعرض للاغتصاب وأجبرتها على تسجيل إنكار لحديثها السابق عن تعرض ابنها للاغتصاب.
اختطاف الأم، جاء بعد أسبوع من اختطاف الطفل نفسه الذي تعرض للاغتصاب وأجبرته المليشيات الإخوانية على إنكار اتهامه لهم باغتصابه، حيث تم تسجيل مقطع فيديو للطفل فيه اتهام للناشط أكرم الشوافي بتزوير ما قالته والدته.
الواقعة الإخوانية ليست جديدة من نوعها، فسبق أن اختطفت مليشيا "الإصلاح" عددًا من ضحايا الاعتداءات الجنسية من أجل تحذيرهم وترهيبهم لمنعهم من التحدث إلى المنظمات الحقوقية التي تكشف عن فظائع مليشيا الإخوان هناك.
وتقول مصادر حقوقية، إنّ عدد ضحايا الاعتداءات الجنسية في الأحياء والقرى المحررة بمحافظة تعز يبلغ 20 طفلًا، بينهم طفلان قتلا بعد الاعتداء عليهما.
وفي مارس الماضي، اتهمت منظمة العفو الدولية مليشيا حزب الإصلاح الإخواني في تعز، بارتكاب جرائم حرب متمثلة في قيام عناصرها باغتصاب الأطفال .
وبحسب بحثٍ أجرته المنظمة، فإنَّ أطفالًا صغارًا بعضهم حتى في عمر الثامنة تعرضوا للاغتصاب في مدينة تعز، والمشتبه في قيامهم بالاغتصاب، هم أعضاءٌ في المليشيات التابعة لحزب الإصلاح، حيث أخبرت أسر أربعة من الصبية المنظمة العفو الدولية أنّ أبناءها تعرضوا للاعتداء الجنسي في سلسلة من الحوادث على مدى الأشهر الثمانية الماضية.
وفي حالتين من هذه الحالات، قالت أسرتان إن المسؤولين عن الاغتصاب أفراد المليشيات الموالية لحزب الإصلاح.
من جانب آخر، يملك حزب الإصلاح الإخواني 18 سجنًا سريًّا، تتفاوت فيها درجات التعذيب، حيث أنَّ أهون سجن سري يتم تعذيب الضحية لفترة 18 ساعة باليوم والليلة.
وتقول مصادر حقوقية إنّه يوجد في سجون الإصلاح بمحافظة تعز أكثر من 2000 مختطف، بينما تمَّ تسجيل عدد المتوفين تحت التعذيب قرابة 134 مختطفًا ويتم دفنهم في مقابر سرية ليلاً.
مشرف السجون السرية لحزب الإصلاح هو القيادي في الحزب ضياء الحق الأهدل السامعي وهو من يقرر أي سجن يوضع فيه الضحية وبحسب أهميته.
وأشد السجون السرية يشرف عليها المدعو "أبو نضال" وهو ضابط استخبارات سابق ولديه فريق خاص من محافظته (عمران) ويشرف على سجن يسمى الضغاطة وفيه ما يقارب 120 مختطفاً، وهو من أبشع السجون السرية من ناحية التعذيب حيث يموت بسبب التعذيب شخص واحد في كل ثلاثة أيام.
وهناك عدة مراحل يتم إتباعها عند وقائع الاختطاف، تبدأ بـ"الرصد والمتابعة"، حيث تقوم عناصر الحزب في الحارات وفي النقاط برصد الضحية والإبلاغ عن تحركاته حتى نقطة الصفر، ثم "الاختطاف" وعند وصول الضحية إلى إحدى النقاط العسكرية لمليشيا الإصلاح يتم القبض على الضحية والإبلاغ عنه إلى غرفة العمليات الخاصة بالحزب.
في "الخطوة الثالثة"، تأتي سيارةٌ معاكسة وتقوم بأخذ الضحية إلى مقر إدارة أمن المظفر ويشرف على العملية القيادي في الإصلاح عبدالعزيز مدهش الذي تم تكليفه بتلك المهمة، ويبقى الضحية في إدارة أمن المظفر حتى بعد منتصف الليل فتأتي سيارة ويتم عصب عيني الضحية ويأخذونه إلى أحد سجونهم السرية.