اتفاق الرياض ينبت على أشواك إرهاب الإصلاح
رأي المشهد العربي
أضحى اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية أمراً واقعاً دخل حيز التنفيذ منذ الثلاثاء الماضي، وبدا واضحاً خلال مراسم التوقع بجانب الأجواء الإيجابية التي سادت خلال اليومين الأخيرين ما قبل توقيع الاتفاق على أن هناك رغبة ملحة من جميع الأطراف على طي صفحة الماضي والنظر إلى المستقبل.
لكن في ظل حالة التفاؤل هذه بقي هناك طرفين لا يرغبان في إنجاح الاتفاق وهما مليشيا الحوثي الانقلابية ومليشيا الإخوان "عناصر الإصلاح"، وإذا كان الاتفاق يستهدف بالأساس توحيد جهود مكافحة الأول فإن فرص تأثيره على الاتفاق تبدو منعدمة، ولكن المشكلة في الطرف الثاني الذي يلعب على جميع الحبال ويوزع علاقاته هنا وهناك ومازال إرهابه مزروعا في محافظات الجنوب.
قد يكون تطبيق الاتفاق على أرض الواقع من دون تخلي الإصلاح عن إرهابه حبراً على ورق وبالتالي فإن المطلوب في الوقت الحالي هو تطهير تربة الأرض السياسية من هذا النبت الشائك والذي يعوق اتفاق الرياض عن تحقيق أهدافه، ولعل ما حدث اليوم في شبوة بعد أن قامت مليشيا الإخوان بإطلاق النار صوب مواطنين في مديرية ميفعة أول خرق فعلي للاتفاق، تحديداً وأن المليشيات لم تكتفي بإطلاق النار لكنها اعتقلت أيضاً بعض المواطنين دون سبب لذلك.
تطهير البيئة السياسية يتطلب جهود مكثفة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بحيث يجري وضع الإصلاح في حجمه الطبيعي من دون أن تؤدي علاقاته القوية بـ تركيا وقطر وإيران بإعادة إنتاج مشكلة تفتيت جهود التحالف من جديد، وهو أمر قد يقتضي إعادة هيكلة قوات الجيش بشكل احترافي بعيداً عن القيادات الإصلاحية التي أسست هيكله الأساسي ليكون داعما لتوجهاتها وليس مواجهة المليشيات الحوثية.
ما جرى في شبوة اليوم، يعد جرس إنذار مبكر لإمكانية قيام تلك القوات بإفشال جميع المشاورات التي جرت على مدار الشهرين الماضيين، قد يكون التوافق بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي أكبر من تخريب الإصلاح، لكن تكرار مثل هذه الحوادث هدفه بث الشك والريبة في نفوس الجميع وهو ما يتنافى مع الحالة الإيجابية التي سادت اتفاق الرياض، إذ أن استعادة الثقة بين الأطراف الموقعة على الاتفاق أول خطوات إنجاحه وتطبيقه على أرض الواقع.