مكاسب الجنوب من اتفاق الرياض تهزم شائعات إعلام الإصلاح
تحاول الآلة الإعلامية القطرية أن تقلب الحقائق التي قام عليها اتفاق الرياض، وذلك من خلال وضع المجلس الانتقالي الجنوبي وكأنه خرج خاسراً من ذلك الاتفاق، في وقت يظهر أمام من يمعن النظر إلى واقع ما جاء في الاتفاق أن الإصلاح الذي خرج من المعادلة السياسية بعد أن كان مهيمناً على الشرعية هو الخاسر الأكبر.
بغض النظر عن المكاسب التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن وجود الإصلاح في مساحة رمادية ما بين الشرعية والمليشيات الحوثية هو أكبر خسارة لتنظيم الإخوان الإرهابي، وبحسب أساتذة العلوم السياسية فإن موقف الإصلاح الحالي قد يجعله يخسر الشرعية والحوثي أيضاً، ليجد نفسه معزولاً أكثر مما هو عليه الآن.
ولكن بالنظر إلى ما حققه المجلس الانتقالي، فإنه بالأساس استطاع أن يحافظ على إستراتيجية ثابتة ولم يتراجع عنها ترتبط باستعادة دولة الجنوب، بعد أن قطع شوطاً كبيراً باعتراف المجتمع الدولي به ممثلاً عن القضية الجنوبية.
وبحسب ما نشره الإعلامي منصور صالح، نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فإن أي حديث عن مخرجات الحوار في إطار التزامات الطرفين في الاتفاق كذبة لا معنى لها ، فقد رُفض ذلك من المجلس وأيد ذلك التحالف، الذي فضل ذكرها فقط على لسانه باعتبارها ديباجة شكلية غير ملزمة لأحد، وبذلك فإنه حقق ثاني.
وأضاف أن الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي سيعود إلى العاصمة عدن وتلحق به الحكومة الجديدة ولن يسمح بعودة علي محسن الأحمر وكذلك رفضت مطالب عودة البرلمان رغم طلب الشرعية عودته لمرة واحدة لمنح الحكومة الجديدة الثقة.
وأوضح أن العلم الجنوبي الذي سالت في سبيله دماء آلاف الشهداء الجنوبيين، خط أحمر ولن يمس وله قيمته واحترامه من الجميع بما فيهم المحسوبين على الشرعية، وأن القوات الشمالية سنتسحب من كافة أراضي الجنوب بداية من شبوة وأبين، ثم خلال ستين يوماً من وادي حضرموت والمهرة.
وتابع: "الجنوبيون اليوم رقم صعب جداً في المعادلة السياسيَّة الحالية والقادمة، والعلاقة مع الأشقاء في التحالف بقيادة مملكة الحزم قوية، وواضحة ومستقبلها مبشر بخير كثير، وأن المطلوب من الجنوبيين فقط اليقين بأنهم وضعوا قضيتهم في مسارها الصحيح وعليهم التفرغ لمهام البناء المؤسسي وتعزيز وتحصين الجبهة ووحدة الصف.
فيما أكد رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية اللواء أحمد سعيد بن بريك، أن تنفيذ اتفاق الرياض على الأرض سيبدأ خلال الأيام القليلة القادمة، وإنه سيتم اتخاذ التدابير اللازمة والقرارات الخاصة بالاتفاق، على أن يصدر الرئيس عبدربه منصور هادي خلال الساعات القادمة باعتماد كل قرارات وبنود اتفاق الرياض.
وأضاف أنه سيتم بعد ذلك تشكيل لجان مشتركة لتطبيق وإيجاد لوائح منظمة لتوحيد الأجنحة العسكرية في إطار وزارة الداخلية أو مكونات وزارة الدفاع، وأنه سيجرى تشكيل الحكومة المشتركة وفقا لنص الاتفاق خلال 30 يوماً من توقيع الاتفاق أي في يوم 5 ديسمبر القادم.
وبّين أن دور الإمارات في اليمن هو من دور المملكة العربية السعودية وقوات التحالف، وما جرى في الجنوب من جانب القوات الإماراتية هي عملية إعادة التموضع وإعادة الانتشار بين قوات التحالف بشكل عام.
تتواصل الترتيبات الأمنية في العاصمة عدن من قبل الأجهزة الأمنية وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، لتأمين مداخل العاصمة عدن.
وأعادت الأجهزة الأمنية تموضعها بمداخل المحافظة شرقاً من مدخل العلم الرابط بمحافظة أبين وشمالا عند مدخل الرباط الواصل بمحافظة لحج والضالع، وفي الغرب عند مدخل صلاح الدين البريقة الرابط بالساحل الغربي.
ومن المتوقع أن يعود رئيس حكومة الشرعية إلى العاصمة عدن، الثلاثاء المقبل، تنفيذا لبنود اتفاق الرياض، من أجل إعادة ترتيب مؤسسات الدولة، وصرف الرواتب للعاملين بالحكومة وهيئاتها.