كماشة الحديدة والضالع.. عناصر الحوثي بين الفرار أو الموت
لحقت الهزائم المتتالية بالمليشيات الحوثية في جبهتي الضالع والحديدة، بعد أن وجدت العناصر التي حشدت غالبية عناصرها إلى هاتين الجبهتين أنها تعرضت لكماشة من قبل القوات المسلحة الجنوبية والقوات المشتركة وهو ما دفع البعض من عناصرها للفرار، فيما اضطرت المليشيات المدعومة من إيران أن تعترف بمقتل العشرات من عناصرها خلال اليومين الماضيين.
واعترفت مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، الجمعة، بمقتل 45 مسلحاً من عناصرها، في مواجهات مع القوات المشتركة، في جبهات القتال بمحافظتي الضالع والحديدة، وأعلنت وسائل إعلام الميليشيا الحوثية، عن مراسم تشييع لقتلى من عناصرها في كل من محافظات عمران وذمار والمحويت وحجة وإب.
وشيعت ميليشيا الحوثي، الجمعة 12 عنصراً في محافظة عمران شمالي صنعاء، و10 قتلى في محافظة ذمار، و6 قتلى في محافظة حجة، و5 قتلى في محافظة إب و4 في مناطق شمالي الضالع.
ولم تعترف الميليشيا بالجبهات التي قضى فيها عناصرها، مكتفية بالقول إنهم قتلوا في مواجهات مع القوات المدعومة من التحالف العربي، غير أن تصريحات المشيعين، أفادت بأن الكثير من أقاربهم قتلوا في جبهة الضالع ويليها الحديدة، وتعمد إعلام الحوثي إخفاء الحقيقة عن حصيلة القتلى من عناصر الجماعة الذين بلغوا بالمئات في مواجهات الشهر الماضي بالضالع.
وكانت القوات المشتركة قد صدت هجوما واسعا شنته مليشيا الحوثي، مساء أمس الجمعة، استهدف مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة، وقالت مصادر عسكرية ميدانية إن مليشيا الحوثي شنت الهجوم على مواقع القوات المشتركة من عدة جبهات في وقت متزامن، شمال غرب حيس، قبل أن يفر عناصرها هاربين.
وكشفت المصادر إن مليشيا الحوثي استخدمت أسلحة ثقيلة ومتوسطة وقذائف مدفعية بشكل مكثف وعنيف، وأضافت أن أبطال القوات المشتركة تصدوا للهجوم بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي المليشيا.
وتكبدت مليشيا الحوثي خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فيما هربت عناصر أخرى بعد فشل الهجوم، وتمشط القوات المشتركة محيط مناطق الهجوم لملاحقة من تبقى من مليشيا الحوثي وتأمين المناطق.
وقبل عام تقريباً كشفت ميليشيات الحوثي أنها أنجزت في مناطق سيطرتها إنشاء أكثر من 300 مقبرة خلال ثلاث سنوات من انقلابها على الشرعية، وشن ميليشياتها حربها الظالمة على اليمنيين.
ولم يرد الكشف عن هذا الكم المهول من المقابر الحوثية المستحدثة، في سياق إبداء المليشيات ندمها على آلاف القتلى الذين دفعت بهم إلى محارق للموت من عناصرها، وبقية المغرر بهم ممن استطاعت تجنيدهم طائفيا في صفها، ولكن في سياق التباهي والتفاخر بمشروعات الموت التي تروج لها المليشيات لاستقطاب مزيد من القتلى.
وفي حينها أصدرت المليشيات استقصاء رسمي للمقابر الجديدة، التي أنشأتها الجماعة خلال ثلاث سنوات لمواراة قتلاها في مختلف مناطق سيطرتها، بحسب ما نشرته وسائل إعلام تابعة لها.
ولقي ما يقارب من 9800 عنصر حوثي مصرعهم، خلال عام 2018، في مختلف جبهات القتال، بحسب ما كشفه تقرير إعلامية مطلع العام الجاري، وذكرت إحصائيات إعلامية أن عدد القتلى من قيادات ميليشيا الحوثي بلغ المئات، على رأسهم المطلوب الثاني في القائمة السوداء التي أعلنها التحالف العربي نهاية 2017، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي صالح الصماد، الذي لقي مصرعه يوم 23 أبريل 2018 في غارة جوية لمقاتلات التحالف استهدفته في الحديدة غرب البلاد.