بين الدعوة للسلام والتهديد بالحرب.. الحوثي يرتبك على وقع اضطراب طهران
لم يمضي أكثر من شهر على دعوة المليشيات الحوثية للسلام وتبنيها لمبادرة من جانب واحد تقضي بوقف استهداف المملكة العربية السعودية، حتى عادت عما طرحته من خلال خطاب عبدالملك الحوثي، زعيم المليشيات الذي توعد فيه التحالف العربي بتوجيه ضربات وصفها بـ"القاسية"، على حد زعمه، وهو ما يبرهن على حالة الارتباك التي تعانيها المليشيات على وقع اضطراب طهران في مواجهة الغضب الشعبي ضدها بالعراق ولبنان.
ويرى مراقبون أن المواقف الحوثي المتذبذب من السلام يؤكد على أن طهران غير قادرة على تحديد موقفها تجاه أذرعها التي تسيرها باتجاه السلام تارة والحرب تارة أخرى، وأن الضربات التي تلقتها جراء الانتفاضات الشعبية في العراق ولبنان، جعلها في حيرة من أمرها، وقد يكون ذلك أحد الأسباب التي دفعت المليشيات لتغيير موقفها.
فيما يرى آخرون على أن نجاح التحالف العربي في إبرام اتفاق الرياض وإدراك المليشيات الحوثية أن القوات التي ستواجهها في الجبهات ستختلف تماما عما عهدت عليه في السابق دفعها لتوجيه تلك التهديدات كخطوة استباقية تهدف من خلالها تأكيد قدرتها على المواجهة.
وطالب المدعو محمد علي الحوثي، في خطاب تليفزيوني، قال إنه بمناسبة المولد النبوي الشريف، اليوم السبت، التحالف العربي بوقف حصار المليشيات الحوثية، وهدد باستئناف العمليات الإرهابية التي تنفذها المليشيات الحوثية ضد المملكة العربية السعودية.
ولعل ما يبرهن على ارتباك المليشيات الحوثية بشأن التوجه نحو السلام، أن العناصر الانقلابية، تواصل خرق الهدنة الأممية في الحديدة، وأقدمت المليشيات، اليوم السبت، على خرق جديد بمنطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه الواقعة جنوب محافظة الحديدة.
وهاجمت مليشيا الحوثي، بحسب مصادر عسكرية ميدانية، مواقع القوات المشتركة في مناطق متفرقة من الجاح بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وقالت المصادر إن عناصر المليشيا فتحت نيران أسلحتها من مناطق تمركزها على مواقع القوات المشتركة، واستخدمت أسلحة متوسطة، وأوضحت أن الاشتباكات مستمرة، وسط إطلاق نار كثيف، منذ ساعات الصباح الأولى.
ويأتي هجوم مليشيا الحوثي، ضمن هجمات يومية واسعة على مناطق متفرقة من محافظة الحديدة، نجح أبطال القوات المشتركة في صدها وتكبيد عناصر المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
كثفت مليشيا الحوثي اليوم السبت، من عمليات استهداف مواقع القوات المشتركة في مناطق متفرقة من مديرية الدريهمي جنوب الحديدة، وقالت مصادر عسكرية ميدانية، إن مليشيا الحوثي نفذت عمليات استهداف لمواقع القوات بالمديرية.
فيما جددت مليشيا الحوثي من استهداف الأحياء السكنية والأسواق العامة في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، وأطلقت المليشيات النار صوب منازل المواطنين في المدينة من سلاح الدوشكا وسلاح المعدل بشكل مكثف وعشوائي.
وتظهر رغبة الحوثي في الحرب في التقرير الذي أصدرته أحد المنظمات الحقوقية في صنعاء، اليوم السبت، والتي أكدت تورط مليشيات الحوثي في ارتكاب 25 ألف انتهاك ضد المدنيين في صنعاء وحدها منذ عام 2017.
ووثق التقرير، الصادر بعنوان "تحت خط القهر"، انتهاكات وجرائم مليشيا الحوثي تجاه أهالي صنعاء، ورصد التقرير الانتهاكات، التي توزعت بين حالات قتل وإصابات وتعذيب واعتقالات ونهب لممتلكات عامة وخاصة، وتجنيد أطفال وانتهاكات للطفولة وللمرأة.
وتصدر العام الجاري، النصيب الأكبر من انتهاكات مليشيا الحوثي، بنسبة 45%، في إشارة لتغول عناصر المليشيا في جرائمها، وشملت الانتهاكات 274 حالة قتل مباشر أو قتل تحت التعذيب، بالإضافة إلى 105 حالات إصابات دائمة نتيجة للتعذيب، منها 9 حالات شلل كلي، و5 حالات شلل جزئي، و7 حالات فقدان للذاكرة.