بين العاصفة والاتفاق.. أدوار الإمارات راسخة في اليمن

الأحد 10 نوفمبر 2019 20:00:43
testus -US

رأي المشهد العربي

عبًرت التصريحات التي أطلقها، وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش، اليوم الأحد، وأفصح فيها عن استراتيجية بلاده في اليمن خلال الفترة المقبلة عن أن موقف الإمارات راسخ ولم يتغير منذ انطلاق عاصفة الحزم وحتى بعد توقيع اتفاق الرياض.

الوزير الإماراتي أكد على أن أولويات دولة الإمارات في التحالف العربي تتمثل في مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، ومكافحة التهديدات الإرهابية، وحماية الأمن البحري، ودعم سياسة الأمم المتحدة، وهي نفس ذات الأهداف التي انطلقت منها مشاركة الإمارات في عاصفة الحزم بالعام 2015، وهو ما يدحض أكاذيب الإصلاح التي روجت أن دولة الإمارات انسحبت من التحالف العربي.

الموقف الراسخ لدولة الإمارات في اليمن هو ما يجعلها صامدة في وجه مئات الشائعات التي تلاحقها يومياً من قبل الآلة الإعلامية التركية والإيرانية والقطرية، غير أن موقف البلد العربي العادل والقوي من الأزمة اليمنية يجعل تلك الأكاذيب تذهب مع الريح من دون أن يؤثر على صلابتها في مواجهة الإرهاب وتقديم كافة سبل الدعم للأبرياء الذين يعانون ويلات الانقلاب الحوثي على الشرعية.

إعادة تموضع القوات في العاصمة عدن يعبر أيضاً عن قوة موقف الإمارات وليس ضعفها، لأنها استطاعت أن تدحر الانقلاب الحوثي في محافظات الجنوب بالتعاون مع أبناء الجنوب، وبالتالي فإن قيامها بإعادة ترتيب أوراقها العسكرية يأتي من منطلق القوة وليس الضعف كما يحاول الإصلاح تسويق ذلك.

ولعل حديث الوزير الإماراتي اليوم وضع العديد من النقاط فوق الحروف، إذ أكد على استمرارية العمل الإنساني بل أنه أفصح عن الأدوار البحرية العسكرية التي تقوم بها الإمارات لتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر، بجانب أدوارها السياسية الفاعلة لحل الأزمة اليمنية سياسياً، في الوقت الذي توقع فيه تحقيق تقدم كبير خلال العام المقبل في حسم النزاعات بالمنطقة.

لم تحيد دولة الإمارات العربية المتحدة عن الأهداف المستقبلية التي أعلن عنها اليوم الوزير قرقاش، منذ أن دخلت كشريك أساسي للمملكة العربية السعودية في عاصفة الحزم، بل أنها شكلت بالتعاون مع المملكة ذراعي لضمان نجاح مواجهة المليشيات الحوثية، لولا خيانة الإصلاح التي دفعت قوات الجيش لتوجيه سلاحها إلى الجنوب بدلاً من العناصر الانقلابية.

وتظل مواجهة الإرهاب بجميع أشكاله هدفاً إماراتياً أساسياً باعتبار أن ذلك يعد مقدمة لكثير من الحلول السياسية في المنطقة، وإدراكها أن الدول التي تمول تلك التنظيمات لن تسمح بأن يكون هناك حلول طالما أنها قادرة على إثارة الأزمات ونشر الفوضى هنا وهناك.