احتفال الحوثي بالمولد النبوي.. تجنيد للأطفال ونهب للأموال وأزمة وقود خانقة
بالطبع لم تكن تسعى المليشيات الحوثية جراء احتفالها بالمولد النبوي الشريف أن تحيي ذكرى دينية يجتمع العالم الإسلامي عليها، لكن العناصر الإيرانية كان لها مآرب أخرى وراء البذخ في إحياء ذكرى المولد، وهو ما انعكس على التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام القطرية والتركية والإيرانية التي حاولت تصوير الأمر على أنه يبرهن على شعبية المليشيات في صنعاء.
بالنظر إلى ما جري في ليلة الاحتفال بالمولد، فإنه يمكن فهم دوافع المليشيات الحوثية، إذ أنها نجحت في أن تنهب آلاف الريالات تحت مسمى الاستعداد لإقامة الاحتفال، كما أنها استغلت الأمر لتجنيد مقاتلين جدد باعتبار أن وجود أكبر قدر من الصغار والشباب يمكنها من التواصل معهم بسهولة.
بجانب أن العناصر الانقلابية تسببت عن عمد في أزمة وقود بالغة سمحت بانتشار السوق السوداء على نطاق واسع في صنعاء، وهو ما تستغله جيداً لصالحها بالحصول على أموال إضافية نظير أسعار الوقود، وبالتالي فإنها وظفت الحدث لأهداف سياسية وأمنية بحتة بالنسبة لها.
واستغلت مليشيا الحوثي ذكرى المولد النبوي لتجنيد دفعات جديدة من المقاتلين وإرسالهم إلى الجبهات العسكرية لها، وأقامت ما تسمى لجنة المناسبات والفعاليات التابعة لمليشيا الحوثي مراكز لاستقبال الراغبين في التجنيد.
وكشف المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، أن مليشيات الحوثي الإيرانية استغلت قدوم مناسبة المولد النبوي الشريف لحشد مقاتليها أكثر من 500 مقاتل والذي تم تدريبهم في مديرية برع، المحويت وصنعاء وتم حشدهم إلي الحديدة، وتم توزيعهم على عدة جبهات، وأصبحت نقاط المراقبة هي الغطاء لهم.
وقال إن ممارسات الحوثي تمت بوجود البعثة الأممية، مؤكداً بانهم قدموا أدلة بأن مليشيا الحوثي تقوم بحفر الخنادق، إلا أن بعثة الأمم المتحدة تضع نفسها في موقف المحايد لمليشيات الحوثي وتتجاهل الرسائل ولم تتجاوب معنا.
وانتابت حالة من الغضب والاستنكار اليمنيين بسبب مظاهر الاحتفالات المبالغ بها بذكرى المولد النبوي، والتي مارس فيها الحوثيون كل أساليب الابتزاز للمواطنين والتجار طيلة أسابيع، وكلفت مبالغ طائلة في ظل تدهور الوضع الإنساني في اليمن مع توقف صرف الرواتب لأكثر من مليون موظف في القطاع الحكومي للعام الرابع.
وجرى التحضير في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن، وخاصة صنعاء، للاحتفالات منذ أسابيع، بينما تأهبت جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لهم من أجل إحياء وتأمين المناسبة التي أعلنتها الجماعة عطلة رسمية.
واصطبغت الشوارع الرئيسية والمباني الحكومية في صنعاء باللون الأخضر احتفاء بالمناسبة، بينما انتشر المئات من عناصر الجماعة في الشوارع لتأمين الفعالية، ونظمت المؤسسات الحكومية والجامعات والمدارس خلال الأيام القليلة ندوات تمجّد إحياء ذكرى المولد النبوي.
واشتكى تجار من أن الحوثيين عمدوا إلى فرض إتاوات كبيرة عليهم بحجة إحياء المولد النبوي. وقال أحد التجار في القطاع الكهربائي، مفضّلا عدم نشر اسمه لاعتبارات أمنية، إن الحوثيين طلبوا منه مبلغ مئة ألف ريال (190 دولارا)، مخصصا لإحياء المولد، وبعد مفاوضات معهم جرى تخفيض المبلغ إلى 130 دولارا. وأضاف، “إذا رفضت فأنت بالنسبة إليهم عدو، ولذا ستكون مستهدفا بشكل يومي”.
وترافقت التحضيرات الحوثية المبكرة لإحياء الفعالية مع حملة واسعة تتضمن جمع الجبايات بأكثر من طريقة، منها توزيع قسائم تبرعات إلزامية على هامش فعاليات فرعية شملت المدارس والجامعات، وتوزيع لجان مسلحة لاختلاس جبايات من المحال التجارية والمطاعم والصيدليات والمؤسسات والشركات، ولم تستثن المواطنين والباعة المتجولين.
فيما سبب البذخ الحوثي في المولد النبوي في عودة أزمة المشتقات النفطية بشكل مفاجئ في صنعاء مساء اليوم الأحد، وشهدت محافظة صنعاء اليوم إغلاق محطات الوقود أبوابها؛ بسبب عدم تزويدها بكميات جديدة.
واصطفت طوابير طويلة من السيارات أمام المحطات المفتوحة، فيما عادت السواق السوداء للانتعاش، حيث ارتفع سعر الدبة البنزين سعة 20 لتر إلى 5 آلاف ريال.