مسام.. جهود السعودية التي تحارب الألغام الحوثية
أولت المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بإزالة الألغام الكثيفة التي زرعتها المليشيات الحوثية وتستهدف المدنيين على نطاق واسع.
المملكة، ممثلة في مشروع نزع الألغام في اليمن "مسام"، نزع خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الجاري، 1528 لغمًا وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
مدير عام المشروع أسامة القصيبي صرَّح بأنَّ فرق المشروع الميدانية نزعت أيضًا خلال الأسبوع ذاته 438 لغمًا مضادًا للدبابات وتسعة ألغام مضادة للأفراد.
وأوضح المسؤول السعودي أنه بهذا العدد يكون المشروع نزع منذ انطلاقته ولغاية يوم 7 نوفمبر الحالي 103 آلاف و737 لغمًا، ذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
وفي الوقت الذي توسّعت فيه المليشيات الحوثية في زراعة الألغام مستهدفةً تكبيد المدنيين آثارًا فادحة، اتُهم المجتمع الدولي بالتغاضي عن هذا الجُرم الحوثي الكبير وعدم اتخاذ ما يلزم لوقف هذا الخطر المروّع.
ودعت السعودية، في وقتٍ سابق، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرُّك لإجبار المليشيات الحوثية على وقف زراعة الألغام التي تتسبب في سقوط عشرات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح، واتخاذ تدابير عاجلة للتصدي لمخزونات الأسلحة الحوثية ونزع سلاح المليشيات الإرهابية.
وقال عضو وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة فيصل بن سعيد البيشي، خلال كلمة السعودية أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) في الجلسة المنعقدة حول البند 47 (الأعمال المتعلقة بالألغام)، في أكتوبر الماضي، إنّ الألغام تُشكِّل خطرًا في شتى أنحاء العالم، وإن المملكة هي من تلك الدول التي تواجه خطرًا على سكانها وسلامة أراضيها، حيث قامت مليشيا الحوثي بزرع عشرات الآلف من الألغام على الحدود السعودية اليمنية وبشكل عشوائي.
وأضاف: "كما قامت هذه المليشيات بتطوير الألغام وصناعتها بشكل يسهل إخفاءها في البيئة المحلية مما يضاعف من خطرها على المدنيين، وزرعتها بشكل عشوائي في المدن والقرى اليمنية، وراح ضحية ذلك الآلاف من المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء بين قتيل وجريح، ولم تقتصر انتهاكات المليشيات الحوثية على زراعة الألغام البرية فحسب، بل قامت بزرع الألغام في جنوب البحر الأحمر، مهددة بذلك أمن وسلامة خطوط البحرية الدولية والسلم والأمن الإقليمي والدولي، مما يشكل انتهاكًا صارخًا لقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة".
وأكد البيشي أنّ المملكة سعت إلى إبعاد اليمن عن حافة الانهيار وتجنيب مواطنيه شبح الموت، وذلك عن طريق مشروع مسام لإزالة الألغام الذي أتم عامه الأول في 25 يونيو الماضي، ويكتسب هذا المشروع أهمية بالغة نظرًا لدوره الفعال في إنقاذ أرواح الآلاف من الأبرياء، إذ يسعى المشروع من خلال فرقه الميدانية إلى استكمال تطهير الأراضي والسواحل اليمنية من الألغام التي قام الحوثيون بصناعتها وزراعتها بطريقة عشوائية.
وتواصل مليشيا الحوثي زراعة الألغام في الأماكن العامة والأحياء السكنية والطرقات، من دون مراعاة وتفريق بين المدنيين والعسكريين.
وخلال خمس سنوات من انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان، وثَّقت المنظمات الدولية والإنسانية سقوط آلاف الضحايا من المدنيين من جراء ألغام المليشيات، إضافةً إلى القنص وإطلاق القذائف.
وسبق أن كشفت تقارير رسمية أنّ عدد ضحايا الألغام الأرضية المزروعة من المليشيات الحوثية يتجاوز 3400 شخص، بينهم أكثر من 2700 قتيل، من بينهم 148 امرأةً و279 طفلًا، فيما أصيب أكثر من 700 شخص، أغلبهم من الأطفال.
وتشير أحدث التقارير إلى أنّ استخدام الحوثيين غير المبرر للألغام الأرضية أدى إلى مقتل وجرح مدنيين، فقد الكثيرون أطرافهم بسبب مناجم الحوثيين.
وتتنوّع الألغام المزروعة ما بين مضادة للدروع والأفراد، والعبوات الناسفة، والتي تعد ألغاماً فردية، محرم زرعها أو نقلها أو تصنيعها وفق اتفاقية أوتاوا، والتي تتنوع ما بين عبوات ناسفة بدوائر كهربائية وبأشعة تحت الحمراء "كاميرات"، وأخرى تعمل تحت الضغط، وقذائف مدفعية، ورشاشات، وقنابل طيران.
وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.
وزرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وعلى مدار السنوات الماضية، سقط المئات من المدنيين الأبرياء بينهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، نتيجة انفجار الألغام والعبوات التي زرعتها المليشيات الحوثية في الطرق والوديان، فضلا عن مئات الضحايا جراء القصف الهمجي للانقلابيين على المناطق والقرى الآهلة بالسكان.