جنوبٌ يتحرَّر وشعبٌ يسترد هويته
رأي المشهد العربي
حقَّق الجنوب الكثير من الانتصارات بعد التوقيع على اتفاق الرياض، على الأصعدة السياسية والعسكرية والاجتماعية، وهي تصب جميعها في المسار الرئيسي وهو "استعادة الدولة".
الاتفاق، الموقَّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية قبل أسبوع في العاصمة السعودية الرياض، يمنح للجنوب حق إدارة محافظاته وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار، لا سيَّما بعد خروج الألوية الشمالية التابعة لحكومة الشرعية.
المجلس الانتقالي الجنوبي نجح بفعل مشاركته المُحنكة في المحادثات التي عقدت بمدينة جدة وصولًا إلى توقيع الاتفاق، في وضع القضية الجنوبية العادلة على طاولة الحل السياسي الشامل ومنحها أبعادًا إقليمية ودولية غير مسبوقة، وصولًا إلى اللحظة التي يقرر فيها الشعب مصيره ويسترد دولته.
لكن الحرب لم تنتهِ بعد، والاعتراف الإقليمي والدولي بحق وعدالة القضية الجنوبية كما تجلّى في اتفاق الرياض ليس إلا خطوة على طريق تحقيق الحلم الأكبر.
أعداء الجنوب لن يرفعون الراية البيضاء بسهولة، وحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي الذي شنَّ في الأيام الماضية حربًا شعواء ضد الجنوب من المتوقع أن يواصل اعتداءاته؛ في محاولة لإفشال الاتفاق.
وبالنظر إلى المرحلة الراهنة، فقد استطاع المجلس الانتقالي بقيادته الحكيمة، أن ينقل صوت شعبه وعدالة قضيته إلى العالم كله، حتى سُمع هذا الصوت الحر المنادي باسترداد دولته بعدما عانت ويلات الظلم والقهر تحت حكم الشمال، وهو نصرٌ مرحلي مهم حقّقته القيادة السياسية الجنوبية في المرحلة الراهنة، على طريق الحلم الأكبر وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.