للجنوب انتقالي يحميه.. مجلسٌ ملتزمٌ باستعادة دولة
في الوقت الذي يُنظر فيه إلى اتفاق الرياض باعتباره خطوة شديدة الأهمية في ضبط مسار بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوّه هذا المسار حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، فإنّ الاتفاق أيضًا يعتبر خطوة أولى لتحقيق الحلم الجنوبي الكبير، المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
القيادة السياسية الجنوبية، متمثلة في المجلس الانتقالي، جدَّدت العهد أمام شعبها بالعمل على تحقيق الهدف الأسمى وهو استعادة دولة الجنوب، ضمن استراتيجية مرحلية.
التأكيد الجديد صدر على لسان رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي بأوروبا أحمد عمر بن فريد الذي أكّد أنّ قيادة المجلس ملتزمة بتحقيق هدف التحرير والاستقلال.
"بن فريد" قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تلتزم قيادة المجلس الانتقالي بتحقيق هدف التحرير والاستقلال ومعنا في ذلك خيرة قيادات الجنوب المستقلة وجماهير شعب الجنوب بشكل عام".
وأضاف القيادي الجنوبي: "علينا أن نثق في القيادة وفي جميع الخطوات السياسية، وأن ندرك أن العمل السياسي يختلف عن العمل الثوري والمهم أن نثق ببعضنا وبالتحالف العربي بقيادة المملكة".
حقَّق الجنوب الكثير من الانتصارات بعد التوقيع على اتفاق الرياض، على الأصعدة السياسية والعسكرية والاجتماعية، وهي تصب جميعها في المسار الرئيسي وهو "استعادة الدولة".
الاتفاق، الموقَّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية قبل أسبوع في العاصمة السعودية الرياض، يمنح للجنوب حق إدارة محافظاته وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار، لا سيَّما بعد خروج الألوية الشمالية التابعة لحكومة الشرعية.
المجلس الانتقالي الجنوبي نجح بفعل مشاركته المُحنكة في المحادثات التي عقدت بمدينة جدة وصولًا إلى توقيع الاتفاق، في وضع القضية الجنوبية العادلة على طاولة الحل السياسي الشامل ومنحها أبعادًا إقليمية ودولية غير مسبوقة، وصولًا إلى اللحظة التي يقرر فيها الشعب مصيره ويسترد دولته.
كما شكّل الانفاق تأسيسًّا لمرحلة شراكة جديدة بين الجنوب والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في إطار الحرب على الحوثيين، بعدما برهن الجنوب على أنّه يقف في خندق واحد مع الرياض، في هذا الإطار.
في الوقت نفسه، فإنّ الاتفاق شكّل نقلة نوعية للقضية الجنوبية إلى بؤرة الاهتمام على الصعيدين الإقليمي والدولي، بعدما عانت القضية الجنوبية العادلة سنوات من التهميش من قِبل النظام الحاكم في الشمال.
كما يعتبر الاتفاق كذلك إقرارًا بأنّ المجلس الانتقالي هو الممثل الشرعي للقضية الجنوبية وشعبها الصامد، وهي حقيقة كثيرًا ما عملت حكومة الشرعية على النيل منها، وحاولت تشويهها على مدار الوقت.
كل هذه الإنجازات الجنوبية على أهميتها المرحلية إلا أنّها تُشكل خطوة أولى على طريق الحلم الجنوبي الكبير المتمثل في استعادة الدولة.
وبينما شهدت الفترة الماضية تكاتفًا شعبيًا هائلًا بين الشعب الجنوبي وقيادته السياسية نجح في تخطي كافة التحديات الراهنة، تستوجب المرحلة الحالية مزيدًا من التكاتف الشعبي وراء المجلس الانتقالي.
وقد عبّر عن ذلك عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة الذي دعا إلى رص الصفوف حول المجلس الانتقالي والتنسيق المشترك تحت سقف استعادة الدولة الجنوبية.
شطارة قال في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "حان وقت رص الصف الجنوبي حول المجلس الانتقالي أو التنسيق على القواسم المشتركة وتحت سقف استعادة الدولة الجنوبية".
وأضاف: "وصلنا بالفعل لمرحلة يجب فيها أن نترك المناكفات ونحسن استغلال الفرصة، والانتقال من الفعل الثوري إلى العمل السياسي، فاليوم إما نكون أو لا نكون".