إلّا العَلَم

الأربعاء 13 نوفمبر 2019 20:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

في خضم التحديات الهائلة التي تُحيط بالجنوبيين وقضيتهم المستهدفة من أكثر من عدو، فقد أثبت الشعب وعيًّا هائلًا والتف حول وطنه وقضيته، وقد تجلّى ذلك في "موقعة العلم".

علاقة نادرة تلك التي تجمع الجنوبيين بـ "علمهم"، فذاك الشهيد سعيد تاجره القميشي، الذي تمسك بعلمه رغم محاولات من عناصر إخوانية مصادرته منه، وما إن فشلوا في ذلك حتى أطلقوا الرصاص على القميشي من المسافة صفر فارتقى شهيدًا في الحال.

واقعة القميشي برهنت على الحالة الفريدة والنادرة التي تجمع الشعب الجنوبي وعلمه، وهو ما تكرَّر في الوقت الراهن، عندما أزيل علم الجنوب من بعض المؤسسات في العاصمة عدن.

إزالة العلم قوبلت بانتفاضة جنوبية عارمة، عبّرت عن رفضها الكامل لكل المحاولات التي تستهدف النيل من الهوية الجنوبية، وهي مؤامرة يُنفِّذها أعداء الجنوب ويستهدفون شعبه وهويته.

الوعي الشعبي الجنوبي لم يقتصر على واقعة العلم فقط، بل ظهر هذا الوعي في كافة التحديات التي أحاطت القضية الجنوبية، والتي استعرت في الفترة الأخيرة، من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.

وفيما يرجع سبب تماسك وقوة القضية الجنوبية إلى حنكة سياسية يتمتع بها المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوة مسلحة جنوبية قاهرة للأعداء، فإنّ ضلع المثلث الثالث هو الشعب الجنوبي الذي يعي حقوقه كاملةً ويدافع عنها، ويقدِّم من أجلها كافة التضحيات الممكنة.

ولا أدل على هذا الوعي من الانتفاضة الجنوبية الشعبية في حب العلم، وهو حراكٌ يكسر كافة المؤامرات التي حاول أعداء الجنوب تنفيذها من أجل النيل من القضية الجنوبية، لكنّ الرسالة كانت حازمة لا تحتمل التأويل، مفادها "إلا علم الجنوب".