خلافات حوثية - حوثية.. المليشيات تتصارع على كعكة المولد
السبت 16 نوفمبر 2019 03:35:25
تعبيرًا عن "المليشياوية" التي تسيطر على الحوثيين، فقد نشبت كثيرًا خلافات بين قادة المليشيات بسبب التصارع على الجبايات التي تمّ تجميعها من السكان في مناسبة المولد النبوي الشريف.
تفاصيل هذه الخلافات كشفتها مصادر مطلعة، قالت إنّ احتفال المولد النبوي أثار خلافات عمیقة بین الوزراء الحوثیین في حكومتهم غير المعترف بها بسبب الأموال الطائلة التي جبوھا من السكان.
وعقد لقاء استثنائی لبعض وزارة ما یسمى حكومة الإنقاذ في صنعاء جمع عددًا من الوزراء الذین رفضوا الاستمرار في مناصبھم الوزاریة، والمطالبة إما بالمساواة أو تدویر الوزارات، وفق المصادر التي قالت إنّ ھذه الخلافات ظھرت بعد إعلانات الاحتفال بالمولد النبوي الذي كشف حجم الأموال الكبیرة التي جمعتھا وزارة الأوقاف والإرشاد من قسائم المولد النبوي، التي تفاوتت فیھا الأسعار من موقع لآخر ومن شخص لآخر، كما تفاوت بیع القسائم من 2000 ریال، وحتى 25000 ألف ریال.
الاجتماع الذي حضره بعض الوزراء ورفضه آخرون، تحدث فيه البعض عن عائدات مالیة ضخمة لوزارات محددة، منھا وزارة الداخلیة التي یشغلھا عبدالكریم الحوثي، الذي یحصل على أموال كبیرة وضخمة من المواطنین، وكذلك وزارات الأوقاف والنفط والصحة والتعلیم، فیما لم تستطع وزارات المغتربین والریاضة والشباب، والبیئة، التخطیط، والثقافة، من تحقیق أھدافھا.
واتهم أحد الوزراء، المشرفین على الوزارات التي تحقق أھدافھا بأنھم لم یضعوا خطط التحصیل بالشكل الصحیح، وأن ھذه مسؤولیتھم، فیما رد وزیر الریاضة والشباب حسن زید بقوله: "كیف أستطیع أن أحصل أموالًا في المجال الریاضي، لا یوجد أي طریقة لجمع الأموال، بینما وزارة الداخلیة والصحة والتعلیم تستطیع جمع الأموال بكل یسر وسھولة".
وتصرف وزارة الداخلیة، المرتبات بطریقة سریة لأنصارھا بالوزارة والقیادات الحوثیة شھریًّا دون تأخر، نظرًا إلى العائدات الكبیرة والضخمة، فیما یحصل الوزیر الحوثي على نصیب الأسد، ویَعتبر ذلك حقًا مشروعًا له، كما تجمع وزارة الأوقاف والإرشاد ملایین الریالات وتصرف رواتب لموظفیھا من القیادات الحوثیة فقط، فیما تذھب الأموال المتبقیة حقًا مشروعًا للوزیر الحوثي القاضي شرف علي القلیصي.
الخلافات بین الوزراء لم تكن ولیدة اللحظة، لكن قسائم وزارة الأوقاف والإرشاد الخاصة بجمع الأموال لمناسبة المولد النبوي فتحت النیران فیما بین الوزراء، لیطالبوا بتدویر الوزارات من أجل مواصلة النھب والسرقة على حساب المواطنین.
وحاول رئیس حكومة الانقلابيين عبدالعزیز بن حبتور إیجاد مخارج ووضع حلول للازمة، إلا أن بعض الوزراء لم یستمع إلیھ ورفض مقابلتھ أو لقاءه، فیما ھدد بعض الوزراء بالاستقالة وفضح الآلیة التي تعمل بھا الوزارات لجلب وامتصاص الأموال وجبایتھا بطرق تنافسیة بین الوزارات.
الوزراء المنتفعون من هذه الأموال حاولوا تھدئة الخلافات بطریقتھم من خلال وعدھم بفتح آفاق التعاون مع الوزارات التي لا تحقق عوائد مالیة، عبر التنسیق ووضع خطط تضمن للوزراء قبل غیرھم جزءا من الكعكة، غیر أن البعض تمسك بضرورة توزیع أموال الوزارات بالتساوي، وإصدار توجیھات بوضع قسائم متساویة لكافة الوزارات، وتدویر الوزراء بینھا بدلا من الوضع الحالي.
ويُلاحظ في الفترة الأخيرة، تصاعد حدة الخلافات والاشتباكات التي تحدث داخل المعسكر الحوثي، ما يكشف عن وهن كبير في هذا المعسكر، والتي تندلع في أغلب الأسباب إثر خلافات على أموال أو نفوذ.
هذان السببان وهما "الأموال والنفوذ" أشعلا - قبل أيام - مواجهات محتدمة بين قيادات حوثية في محافظة إب، أسفرت عن إصابة سبعة مسلحين على الأقل في مواجهات وكمائن، إثر خلافات بين مشرفي المليشيات في مديريتي العدين وحزم العدين.
الخلافات نشبت بين مشرف الحوثيين بمديرية حزم العدين مناع الشعوري، المكنى "أبو فارس"، وبين مشرف مديرية العدين شاكر الشبيبي، المكنى "أبو بشار الشبيبي"، على تبعية النقاط الممتدة على طول الخط الرابط بين المديريتين وعوائدها، تطورت إلى مواجهات مسلحة.
واندلعت المواجهات بين الجانبين في حاجز تفتيش للمليشيات بمنطقة بني عبدالسلام، التابعة لمديرية حزم العدين، بعد أن أقدم الشعوري على تغيير عناصر النقاط المسلحة، فأصيب اثنان من أنصار الشبيبي، بينهم مسلح يدعى إبراهيم القعباني.
وبعد الحادثة، نصب عناصر الشبيبي كمينًا مسلحًا لآخرين تابعين للشعوري، أسفر عن جرح خمسة مسلحين، بينهم سمير الشعوري، ورهيب الشعوري، وضيف الله الرهمي.
وأشارت المصادر إلى تسابق الطرفين للسيطرة على نقاط الخط الرابط بين المديريتين وتحويلها إلى مصادر دخل من خلال فرض إتاوات مالية على التجار والمواطنين.
الاقتتال الحوثي - الحوثي أمرٌ ليس بالغريب على "إب" تحديدًا، فالمحافظة شهدت قبل بضعة أيام تصاعدًا في صراعات الأجنحة بين المليشيات، حيث قتل قياديان حوثيان في مديرية المخادر شمالي محافظة إب، وأصيب آخرون برصاص مسلحين حوثيين.
تفاصيل الواقعة تعود إلى إطلاق مسلحين حوثيين وابلًا من الرصاص على مشرف المليشيات في مدينة الدليل بمديرية المخادر المدعو سعد محروق والقيادي الحوثي أمين حسان الشبيبي، المعين من قبل المليشيات ضابط المباحث في إدارة أمن المخادر، ما أدّى إلى مقتلهما وإصابة آخرين.
وأطلق أحد المسلحين الرصاص في الهواء حيث كان القيادي الحوثي "محروق" في السوق وحدث هرج أثناء إطلاق النار وانشغال الناس بالحادث الذي كان مقصودًا، فيما كان مسلح آخر ملثم يصوب بندقيته على رأس القيادي الحوثي ليسقط قتيلًا على الفور، وأصيب القيادي الحوثي الشبيبي إصابة بالغة نقل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج لكنه فارق الحياة بعد وصوله للمستسقى.
وفي يونيو الماضي، شهدت المحافظة مواجهات دموية أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيات، بينهم القيادي الحوثي إسماعيل عبدالقادر سفيان الذي عيّنته المليشيات وكيلًا للمحافظة، حيث سقط قتيلًا في تلك المواجهات.
وبين حينٍ وآخر، يتم الكشف عن صراعات أجنحة داخل المعسكر الحوثي، وكثيرًا ما تحدث اشتباكاتٌ مسلحة، وتكون في الأغلب صراعًا على مراكز النفوذ والسلطة أو الاستحواذ على ما جمع من أموال الجبايات والإتاوات المنهوبة، ففي الأيام الأخيرة، ازدادت حدة الخلافات والصراعات بين قيادات المليشيات؛ جرّاء اتهامات متبادلة بالوقوف وراء عمليات نهب لذخائر وأسلحة متنوعة، والاتجار بها في السوق السوداء.
ومؤخرًا، أخذ الصراع الحوثي في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسلطة الانقلابيين أشكالاً جديدة ومناحي عدة، وبخاصةً بين ما يسمى جناح صنعاء والمحافظات الأخرى من جهة، وجناح المشرفين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة.
ومعظم الصراعات التي برزت بشكل واضح داخل صفوف الحركة الحوثية هي إمّا صراعات على أموال جمعت بطريقة غير قانونية وإما صراعات على الهيمنة والنفوذ والسلطة لجهة تقاطع مصالح القيادات، وتناقض أهدافها، وعدم وجود رؤية موحدة تجمعها.