جيبوتي.. مفترق طرق للفارين من حرب اليمن والحالمين بالعبور إلى جنة الخليج (ترجمة خاصة بـالمشهد العربي)
على الرغم من فرار عشرات الآلاف من الناس من الحرب في اليمن، لكن عشرات الآلاف منهم يحاولون دخول هذا البلد يعاني من نزاع مسلح منذ مارس 2015.
وفي تقرير أورده موفد شبكة "تلفيز إيرن" الإيرلندية إلى جيبوتي جوان أوسوليفان، أوضح أن البلد الافريقي الصغير أصبح مفترق طرق لأولئك الفارين من كلا الاتجاهين، فهي تستقبل اليمنيين الذين يلتمسون اللجوء من النزاع المسلح في بلادهم، وتستضيف مؤقتا مهاجرين من دول أفريقية أخرى تسافر إلى من أجل عبور البحر إلى اليمن.وبحسب "أوسوليفان " فأن المهاجرين الذين يأملون الافارقة يأمولون في السفر إلى اليمن للعبور منها إلى السعودية حيث يأملون في العثور على عمل، لكته أوضح أن الذين يصلون إلى اليمن يتعرضون لخطر مباشر.
ويقول "ليونارد دويل" الموظف من المنظمة الدولية للهجرة عن المهاجرين الأفارقة "إنهم يبيعون أي شيء يمتلكونه وإن كان صغيراً صغيرة للقيام بهذه الرحلة، ولا يعرفون أنهم سيتعرضون للاستغلال أو الابتزاز". وأضاف "الأسوأ بالطبع هو ما يحدث للشابات اللآتي ينتهي بهن المطاف بشكل بائس كرهائن لعمليات الاستغلال الجنسي".
وكشف دويل عن بعض من الممارسات التي تقوم بها العصابات الإجرامية بحق المهاجرين، مبيناً من أكثرها شيوعا الآن "تعذيب المهاجر عن طريق ذوبان زجاجة بلاستيكية على جلده".
كما كما كشف أيضا أن من بين عمليات الابتزاز التي تقوم بها العصابات الإجرامية، هي الاتصال الأسر المهاجرة عن طريق الهاتف وإجبارهم على الاستماع إلى صراخ أقربائهم ،ثم يطالبونهم بدفع المال لإطلاق سراحهم.
ويشير السيد "دويل" إلى أن الوضع اليائس المتنامي في اليمن جعل من الناس العاديين يتطلعون إلى المهاجرين كمصدر للدخل. وعلى الرغم من قصص الرعب والخطر، يسافر 6،000 مهاجر إلى اليمن كل شهر.
والتقى موفد الشبكة الإيرلندية مع عدد من المهاجرين الأفارقة الذي يطمحون للسفر اليمن، ومنهم الشاب الإثيوبي إلياس الذي يبلغ من العمر 25 عاما والذي أكد أنه مصمم على الذهاب إلى اليمن، للعبور منه إلى المملكة العربية السعودية حتى يجد عملاً وكسب ما يكفي من المال ليعود إلى والديه حتى يتمكنوا من بناء منزل. وتحدث "إلياس" إلى "جوان" قائلاً :"أعرف أن هناك حربا في اليمن ولكنني سوف اتجنب القتال"، كما يقول. "نعم أخشى ذلك، ولكن ليس لدي أي خيار".
ويشير التقرير إلى معظم المهاجرين يسافرون إلى قرية الصيد الصغيرة أوبوخ في جيبوتي، حيث يأملون في العثور على مهرب الذي سوف يأخذونهم إلى اليمن.
ويشير "جوان" إلى أنه يمكن رؤية مجموعات المهاجرين الذي يقطعون المسافة بين منطقتي "تادجورا" و"أوبوخ"، سيرا على الأقدام ودون أي أغراض، في بيئة ذات درجة حرارة مرتفعة جداً... مبينا أن منظمات الإغاثة الدولية تعثر بانتظام على جثث في الصحراء، حيث يموت العديد منهم من الإرهاق والجفاف قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى أي بلدة أو قرية.