بعد اتفاق الرياض.. بؤرة الإصلاح في شبوة تهدد استقرار الجنوب
لا تتوقف انتهاكات مليشيات الإصلاح في شبوة والتي تتنوع ما بين الاختطاف والنهب والتخريب، في وقت يسعى التحالف العربي لتثبيت أركان اتفاق الرياض عبر بدء تنفيذ بنوده، فيما يبدو واضحا أن استمرار تلك البؤرة قد يهدد استقرار الجنوب المنتظر بعد المفاوضات السياسية مع حكومة الشرعية والتي جرت في الرياض على مدار الشهرين الماضيين.
ويحاول الإصلاح أن يتخذ من شبوة رأس حربة لتنفيذ مخططاته الساعية لإفشال الاتفاق، ويعًول على القوات العسكرية التابعة له والمحتلة للمحافظة منذ ثلاثة أشهر تقريباً، ويسعى أن يجعل تلك المنطقة كبؤرة يجري من خلالها تفريخ العناصر الإرهابية إلى أبين تارة وحضرموت تارة أخرى، ولا ينفصل عن محاولات زعزعة استقرار العاصمة عدن.
وقبل أيام أفصحت مصادر محلية في شبوة، عن استحداث المليشيات الإخوانية معسكرًا تدريبيًّا في منطقة بعيدة عن السكان في ساحل محافظة شبوة لتدريب عناصر جديدة تم استقطابهم من محافظات الشمال.
يقع المعسكر في منطقة النقة بساحل شبوة، ويُسمى "معسكر النصر"، وقد أوضحت المصادر أنّه يتواجد فيه العشرات من المسلحين الذين يخضغون لتدريبات يومية ويرجح أن يكون وجهتهم إلى أبين وعدن لافتعال فوضى أمنية.
وبحسب مصادر مطلعة أنّ المليشيات الإخوانية تهدف من وراء تأسيس هذا المعسكر إلى ترقيم عناصر إرهابية إخوانية واعتبارهم قوات أمن رسميين وتمريرهم ضمن اتفاق الرياض، من أجل استهداف الجنوب في مرحلة لاحقة.
ويرى مراقبون أن المقاومة الجنوبية تدرك جيداً أن بقاء الأوضاع في شبوة على هذا الحال يشكل انتكاسة لاتفاق الرياض الذي حاز على رضى دولي من جميع البلدان تقريباً، وبالتالي فإنه يتعامل بكل قوة مع أي محاولة تستهدف إثارة الفوضى.
وكشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل جديدة بشأن القصف الذي شنته المقاومة الجنوبية، أمس الجمعة، على معسكر خمومة الذي تتمركز فيه عناصر تابعة لمليشيا الإخوان في مديرية مرخة بشبوة، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة 6 من عناصر مليشيا الإخوان بينهم قتيل من محافظة مأرب.
ولفتت المصادر ذاتها، إلى أن القتيل يدعى ناصر سالم المرادي وجرى نقله على متن سيارة إلى محافظة مأرب، وأنه من بين المصابين شخصين هما أحمد عبدالهادي لكسر وعلي اليويبي وتم نقلهما بعد الإصابة إلى مستشفى عتق المركزي.
الجهود العسكرية تواكب معها أخرى شعبية في محاولة لتضييق الحصار على العناصر الإخوانية الموجودة في المحافظة، وللتقليل من آثار تحركها باتجاه إفشال أي توافقات سياسية جرت في الجنوب.
ودعا أبناء محافظة شبوة المشاركين في أربعينية الشهيد سعيد تاجرة القميشي، كل الجنوبيين الذين يعادون القضية الجنوبية إلى العودة للصفوف، وطالبوا في الكلمة التي ألقاها الشيخ لحمر علي لسود العولقي نيابةً عنهم، الخميس الماضي، ما يسمى السلطة المحلية بسرعة الإفراج عن الأسرى والمختطفين لديها.
وشدد العولقي على أن أبناء شبوة سيعملون ما في وسعهم في سبيل إطلاق سراح جميع الأسرى، ولفت إلى أن المقاومة الجنوبية شبوة ستبقى حريصة على رعاية أسر الشهداء، لأن أبنائهم هم الطريق السوي الذي يسير عليه الجميع، موضحا ًأن المقاومة تعد صمام الأمان للثورة الجنوبية ووريث الحراك الشعبي الجنوبي.