وزراء الشرعية.. العائق الأول أمام تثبيت اتفاق الرياض
تبرهن تحركات عدد من وزراء الشرعية على أنهم يشكلون العائق الأول أمام تثبيت اتفاق الرياض وتنفيذه على أرض الواقع، ويبدو أن عدم قدرة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي السيطرة على كثير من وزراء حكومة الشرعية وتلقيهم لأوامر قطرية لإفشال الاتفاق، أدت إلى جملة من الخروقات التي تثبت غدر مليشيات الإصلاح التابعين لها.
وخلال الأيام الماضية أقدم عدد من وزراء الشرعية على الخروج عن التوافق السياسي الذي جرى من خلال اتفاق الرياض، وإن كان الأمر قد يبدو واضحاً بالنسبة لكلاً من المدعو الجبواني والميسري فإن دخول وزراء آخرين على نفس الخط يبرهن على أن هناك اختراقاً لجهات خارجية تسيطر على الشرعية وتسيرها كيفما تشاء.
ويحشد وزير الأوقاف اليمني، المدعو أحمد عطية بمحاضراته في معسكرات ميليشيا الإخوان ضد التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي، وذكر خلال لقائه قيادة و ضباط وصف وضباط المنطقة العسكرية السادسة أبناء الجنوب بـ"المتمردين"، وهو ما يعد مخالفة لكل الاتفاقات التي جرت في الرياض على مدار الشهرين الماضيين.
وعلق المدعو عطية على اتفاق الرياض من منظور الإصلاح الذي يركز على عدم إنشاء أي تشكيلات مسلحة خارج وزارتي الدفاع والداخلية، باعتبار أنه يهيمن عليهما ويمني النفس بأن يستمر الوضع على ذلك لإطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة في ظل التحالف العلني مع المليشيات الحوثية.
وقال الناشط السياسي أحمد الربيزي: "علمنا من مصادر موثوقة في مدينة مأرب أن وزير الأوقاف اليمني الحالي أحمد عطية يلقي محاضرات تعبوية يومية، في معسكرات تابعة لمليشيات الإصلاح (إخوان اليمن) جوهرها التعبئة ضد التحالف العربي (المملكة والإمارات)، وضد ما يسميهم بـ(الانفصاليين) الجنوبيين في المجلس الانتقالي الجنوبي".
وأضاف في تغريدة أخرى: "وقالت المصادر نفسها أن أغلب المساجد في مدينة مأرب اليمنية عند أداء الصلوات في المساجد التي يسيطر عليه إئمة تابعين للإخوان المسلمين يتم توجيههم بالقنوت، وخاصة في صلوات المغرب والعشاء، ويدعون جهاراً ضد التحالف العربي وضد اتفاق الرياض، ويدعون على المجلس الانتقالي الجنوبي بالزوال".
فيما أكد الشاعر عبدالله الجعيدي، اليوم السبت، إن التحالف العربي وصل إلى قناعة بعدم جدوى حكومة الشرعية وأنها سبب المآسي والنكبات والخلافات والإخفاقات والفساد، وأنه خلال السنوات الخمس الماضية كمن يحرث في البحر وقريبا قد يغير التحلف من سياسة النفس الطويل مع تلك الشرعية ويظهر العين الحمراء والوجه الآخر له.
ويرى مراقبون أنه لا يمكن للشرعية أن تساهم في إنجاح اتفاق الرياض الذي يدعو لمحاربة الفساد والدفع نحو التحرير وتشكيل حكومة من غير الملوثين، وهو ما يدفع أعضائها إلى محاولة إفشاله بين الحين والآخر.
فيما قال المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، اليوم السبت، إن اتفاق الرياض سينفذ، مشددًا على أنه من أراد عرقلة تحقيق بنوده لن يكون في مواجهة محبي السلام فقط بل في مواجهة التحالف العربي والمجتمع الدولي.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر" رصدها "المشهد العربي": "الفشل ممنوع.. اتفاق الرياض سينفذ، ومن أراد عرقلة تحقيق بنوده لن يكون في مواجهة محبي السلام فقط بل في مواجهة التحالف والمجتمع الدولي".
وأضاف: "تجار الحروب أُعطيّت لهم خمس سنوات حولوا فيها دماء ضحايا هذه الحرب إلى أرصدة خاصة"، وتابع: "اليوم معركة فاصلة إما مصالح الناس أو بقاء غنائم تجار الحروب".