مظاهرات طهران تزيح الغطاء الإيراني عن مليشيات الحوثي في صنعاء
تمر المليشيات الحوثية بحالة غير مسبوقة من الاضطرابات السياسية والعسكرية على وقع المظاهرات المشتعلة منذ شهر تقريباً في العراق ولبنان، غير أنها تلقت صفعة جديدة، أمس الجمعة باندلاع مظاهرات مماثلة في إيران – الممول الرئيسي لإرهابها-، وهو ما يزيح الغطاء الإيراني عنها لتظل مكشوفة أمام جملة من الأزمات التي تواجهها.
وتعاني المليشيات الحوثية من غياب الدعم الخارجي الذي يشجعها على الاستمرار في انقلابها، لأن حدوث أي اضطرابات في إيران يعني أنها لن تبقى في انقلابها أياماً معدودة، وبالتالي فإن مسألة إنهاء حالة الإرهاب الحالية لن تكون عقبة أمام التحالف العربي الذي يسعى لتوحيد صفوف معسكر الشرعية.
وواصل المتظاهرون في إيران احتجاجاتهم لليوم الثاني على التوالي التي فجرها رفع السلطات أسعار الوقود، واتسعت هذه الموجة لتشمل جميع أنحاء البلاد والعاصمة طهران، ومنذ صباح اليوم السبت، خرج إيرانيون بسياراتهم وأوقفوها في منتصف الطرق السريعة للتعبير عن غضبهم من هذه القرارات التي لا تناسب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة جراء العقوبات الأمريكية.
ونشرت المعارضة الإيرانية مقاطع فيديو لمحتجين يغلقون الطرق السريعة في مدن عدة من بينها طهران، حيث قطعوا شارع "همت" الرئيسي، ونقلت مقاطع مصورة خروج آلاف المحتجين في شوارع العاصمة طهران، وجاء هتاف "يسقط الديكتاتور" ليزلزل أرجاء طهران، ردا على إجراءات رفع أسعار الوقود إلى نحو 300%.
وسعت قوات الأمن الإيرانية، حسب شهود عيان، لإخماد المظاهرات المشتعلة باستخدام الرصاص الحي والقوة المفرطة لكنها فشلت، واندفع الشباب الإيراني إلى الشوارع، حيث ردد المتظاهرون هتافات منددة بالقرار ومناهضة للنظام
من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام محلية أن شخصا واحدا قتل خلال مظاهرة بمدينة سيرجان شرقي إيران، احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود، كما ترددت أنباء عن مقتل متظاهر في الأحواز، فيما تم تأكيد مقتل آخر جنوبي العاصمة طهران.
وأشارت مواقع إيرانية معارضة، إلى أن المتظاهرين إضرموا النار في محطة بنزين في مدينة شيراز جنوب إيران، كما حاصر آخرون مبنى محافظة يزد، والأمن الإيراني أطلق الرصاص الحي عليهم.
وكانت الاحتجاجات الشعبية اندلعت في عدة مدن إيرانية، مساء الجمعة، أبرزها العاصمة طهران، ومشهد، وشيراز، بسبب رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، لكن مواجهة المظاهرات بالعنف، أسفر عن استمرارها لليوم السبت.
من جانبه، أشادت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، السبت، بانتفاضة الشعب الإيراني في وجه الديكتاتورية الحاكمة في طهران، داعية المجتمع الدولي لإدانة قمع نظام المرشد علي خامنئي للمظاهرات وتشكيل وفد لتقصي الحقائق.
ودعت الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة قمع مظاهرات الشعب، وتعيين وفد لتقصي الحقائق فيما يخص وضع الشهداء والجرحى والمعتقلين في هذه الانتفاضة.
وتعبيراً عن حالة الاضطراب التي يعانيها الحوثي نشبت كثيرًا خلافات بين قادة المليشيات بسبب التصارع على الجبايات التي تمّ تجميعها من السكان في مناسبة المولد النبوي الشريف.
وعقد لقاء استثنائي لبعض وزارات ما تسمى حكومة الإنقاذ في صنعاء جمع عددًا من الوزراء الذین رفضوا الاستمرار في مناصبھم الوزاریة، والمطالبة إما بالمساواة أو تدویر الوزارات، وفق المصادر التي قالت إنّ هذه الخلافات ظهرت بعد إعلانات الاحتفال بالمولد النبوي الذي كشف حجم الأموال الكبیرة التي جمعتھا وزارة الأوقاف والإرشاد من قسائم المولد النبوي، التي تفاوتت فیھا الأسعار من موقع لآخر ومن شخص لآخر، كما تفاوت بیع القسائم من 2000 ریال، وحتى 25000 ألف ریال.