رعب الحوثي من المظاهرات يضيق الخناق على المختطفين في سجونها
ضاعفت المليشيات الحوثية من انتهاكاتها بحق المختطفين في سجونها في خطوة تبرهن على رعب المليشيات المدعومة من طهران من تكرار المظاهرات التي تشهدها العراق ولبنان وإيران، وهو ما يجعلها أكثر اضطراباً في التعامل مع المسجونين لديها لتخويف المدنيين من مغبة التظاهر ضدها.
ويظهر الخوف الحوثي من المتظاهرات عبًر تشديدها قبضتها الأمنية في صنعاء، في وقت تسعى فيه للتوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية يضمن لها تواجد مستقبلي بعد أن وجدت نفسها من دون دعم يجعلها قادرة على الصمود فترة طويلة.
وألقت رابطة أمهات المختطفين، اليوم الأحد، الضوء على أوضاع المعتقلين في سجون المليشيات الحوثية، وأوضحت أنهم يتجرعون التعذيب والمرارة من خلف القضبان وتخذلهم المنظمات الحقوقية والإنسانية، موضحة أن أسر المختطفين وذويهم "ينتظرون بصبر وكثير من الأمل أن تنتهي هذه المعاناة التي حرمتهم طعم الحياة وفرقت شمل عائلاتهم، وجعلت من أفراحهم أكواماً من الحزن".
ولفتت الرابطة إلى أن ما حلّ بحياة المختطفين والمعتقلين من دمار، فقد توقفت حياتهم العلمية والعملية وحاصرتهم ظلمات السجن، وأصابتهم الأمراض، وباتت الأخطار تحدق بحياتهم دون حماية.
وبعد أن امتلأت السجون العامة بالمختطفين حولت المليشيات الحوثية أقسام الشرطة إلى معتقلات، كما عملت كذلك مع المنشآت والمباني العامة والمنشآت الرياضية والصحية والتعليمية والتي جعلتها المليشيات أماكن للاحتجاز والإخفاء والتعذيب.
وتتوسع سجون الحوثيين وتتمدد على طول مناطق نفوذهم وتُعد من أولويات توسعهم في مناطق جديدة، حيث كشفت تقارير حقوقية عن تزايد أعداد السجون والمعتقلات في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، خاصة في صنعاء.
ووفق هذه التقارير، فإن مليشيا الحوثي تدير 203 سجناً، بينها 78 ذات طابع رسمي، و125 معتقلا سرياً، إضافة إلى استحداث سجون سرية خاصة في بدرومات (قبو) المؤسسات الحكومية كما هو الحال مع اللجنة العليا للانتخابات التي نقل الحوثيون إليها مئات المختطفين، كما تحتجز مئات المدنيين في أربعة مواقع عسكرية.
ووفق تقارير حقوقية، فإن الحوثيين حولوا بعض المساجد والمعالم السياحية والأندية الرياضية إلى معتقلات يحتجزون فيها خصومهم السياسيين والإعلاميين والنشطاء الحقوقيين، فيما تشير إحصائيات حكومية إلى أن عدد المختطفين والمحتجزين تعسفياً بلغ 14 ألف شخص في سجون الحوثيين، بينهم سياسيون وكتاب صحفيون ومدونون بشبكات التواصل.
وتقوم مليشيا الحوثي بنقل السجناء من مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة أو البحث الجنائي إلى سجون سرية ومجهولة بدون أي أوامر قضائية أو نيابية.
وفي مطلع الشهر الجاري ناشدت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين، إنقاذ حياة المختطفين المرضى في السجن المركزي بصنعاء، الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، مشيرة إلى أن صحة عدد من المختطفين تدهورت "جراء حرمانهم من الرعاية الصحية المتخصصة".
ودعا البيان، الصليب الأحمر لزيارة السجن المركزي بصنعاء وتمكين المختطفين من الحصول على حقوقهم الطبيعية وحصولهم على الرعاية الصحية لإنقاذهم، وناشد المبعوث الأممي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان الضغط لإنقاذ المختطفين المرضى قبل فوات الأوان، ولإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط حتى يتمكنوا من تلقي العلاج بشكل عاجل وكامل.
وقبل شهر تقريباً، كشفت منظمات حقوقية عن استمرار تدهور الحالة الصحية لثمانية صحافيين مختطفين في سجون الحوثيين منذ قرابة خمسة أعوام، وألقت الضوء على صحة الصحافي، حارث حميد، المختطف لدى الحوثيين والتي تدهورت، خاصةً فيما يتعلق بعينيه ونظره، كما بات يعاني من صداع مستمر جراء عدم خضوعه لعمليات جراحية ضرورية في عينيه.
وأشارت التقارير إلى أن الصحافي عبدالخالق عمران يعاني من انزلاق في العمود الفقري، بينما أصبح الصحافي عصام بلغيث مصاباً بالروماتيزم وبدأ تأثير هذا المرض يظهر على القلب، بينما يتدهور نظره بشكل كبير.