قراءة في دعوة الانتقالي للتحالف.. جنوبٌ لن يتخلى عن قضيته
"المجلس قد يضطر مُجبرًا إلى وقف هذه الاستفزازات والتصدي لها بحزم وفق ما تقتضيه مصلحة الجنوب".. رسالة حازمة صدرت عن المجلس الانتقالي بشأن المحاولات الإخوانية المستمرة لإفشال اتفاق الرياض الموقَّع في العاصمة السعودية في وقتٍ سابق من شهر نوفمبر الجاري.
الرسالة الجنوبية صدرت خلال الاجتماع الدوري لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة فضل محمد الجعدي، القائم بأعمال رئيس المجلس، مساعد الأمين العام لهيئة الرئاسة.
الهيئة وقفت - خلال الاجتماع - أمام الاستفزازات المستمرة من قبل القيادات العسكرية الإخوانية في حكومة الشرعية التي تهدف لعرقلة مسار تنفيذ اتفاق الرياض، وآخرها محاولة تفجير الوضع في شبوة وبعض المحافظات الجنوبية، في تحدٍ صارخ لجهود التهدئة التي يرعاها التحالف العربي، والتي مازال المجلس الانتقالي ملتزم ومتمسك بها، رغم الخروقات التي يمارسها بعض القيادات العسكرية الإخوانية في حكومة الشرعية.
وفي هذا الخصوص، دعت هيئة رئاسة المجلس قيادة التحالف إلى إلزام الطرف الآخر بوقف تلك الاستفزازات والخروقات، التي تهدف إلى عرقلة مسار تنفيذ اتفاق الرياض، مؤكدةً أنّ المجلس الانتقالي قد يضطر مُجبرًا إلى وقف هذه الاستفزازات والتصدي لها بحزم وفق ما تقتضيه مصلحة الجنوب، ولتوفير الظروف الملائمة لتنفيذ اتفاق الرياض وضمان عدم تعطيله.
الرسالة الجنوبية حملت الكثير من الدلالات، أولها حرص المجلس الانتقالي على إنجاح اتفاق الرياض تقديرًا لدور المملكة العربية السعودية التي رعت المحادثات، والعمل على إحلال السلام وعدم التصعيد العسكري بغية تهدئة الأوضاع على الأرض، ومن ثم ضبط مسار الحرب على المليشيات الحوثية التي شوَّهها حزب الإصلاح الإخواني.
في الوقت نفسه، فإنّ المجلس الانتقالي يظل ملتزمًا أمام شعبه، بالعمل على صون القضية الجنويبة العادلة، وبالتالي يكون مُلزمًا باتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تحمي القضية بأي صورةٍ كانت.
ويبدو أنّ حكومة الشرعية توهّمت بأنّ مشاركة المجلس الانتقالي في محادثات جدة والتي أفضت إلى التوصل إلى اتفاق الرياض، تأتي من ضعف ووهن، بل تُمثِّل حنكة سياسية لقيادة تدافع عن شعبها، وفي الوقت نفسه فإنّ الجنوب يملك قوة مسلحة قادرة على حماية الأرض.
وترجع المحاولات الإخوانية لإفشال اتفاق الرياض إلى قناعة حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي بأنّ هذا المسار يستأصل نفوذه من معسكر حكومة الشرعية، كما أنّ الاتفاق يضبط بوصلة الحرب على الحوثيين وهو أمرٌ لا يخدم الإخوان على الإطلاق.